لطالما تساءلت عن سبب هذا السواد العام الذي يغطي تلك البقعة من الأرض، عندما نمر من هناك أو عندما نراهم على شاشات التلفاز، كل شيء أسود، فالرجال يلبسون الأسود أو على الأقل ألوان قاتمة والنساء كذلك، ترى كل شيء حزين، تسمع نحيبهم حتى في غنائهم، كل شيء يوحي لك بالشؤم وبالحزن والتعاسة ..فأتساءل لماذا اختص ربنا هؤلاء بهذه الألوان والتي تحتها أجسام تتنفس إلا أنها لا تحيا حياة طبيعة؟! هذه البقعة من الأرض يعيش عليها عدد لا بأس به من الناس، حياتهم على مر قرون من الزمن قهر وحزن وبلاء باستمرار.. لم أرَ قومًا يعذبون أنفسهم بأيديهم دائم العصر إلا هم، فيجلدون أنفسهم بالسلاسل والحديد، يضربون أنفسهم بالسيوف والسكاكين، تقوم الحروب والويلات غالبًا فوق رؤوسهم، حتى لو كانت بين جارين لهم لابد أن يصيبهم نصيبًا من الويل، كل المصائب يجب أن تمر من هناك من فوقهم، يجب أن يحسوا فيها يجب أن يتألموا..يجب أن تسيل دماؤهم دائمًا. ما السبب ؟ ما الذنب الذي اقترفوه ؟ ما المصيبة والجريمة التي فعلوها ليعاقبوا جيلًا بعد جيل ؟ وعند البحث عن مسائل عقائدية أخرى والتتبع حول بعض أصول العقيدة التي ضلت تماما في منهجهم وعقيدتهم، ومن خلال أيضًا قراءة بعض أحداث التاريخ المرتبطة بهذا، والتي لا بد أن تتناوشها لكي تتضح لك الصورة أفضل وتكتمل لك أجزاء المشهد ولكي تفهم ما حصل وطبعًا بالاستناد إلى وثائق ومخطوطات تهتم بهذه الأمور وخاصة المختلف عليها، فلابد لك كمتابع أن تبحث فيما أمكن من لمصادر لكي تثبت الحقيقة التي يثبت عليها رأيك .. ومن هنا لابد عليك بالبحث في كل الاتجاهات ومن ضمنها مراجع هؤلاء وكتبهم المعتمدة، بل أمهات هذه الكتب لتجمع الشهادات الصحيحة؛ لكي تصدر حكمك الصحيح وهكذا ترسي سفنك على بر من الشفافية والحقيقة، وهناك وجدت بالصدفة جواب على تساؤلاتي سابقًا عن سبب تعاسة هؤلاء..سبب حزنهم..فقرهم..ندبهم المستمر ولطمهم الدائم .. ذلك أن الجواب يأتي من هناك، وبما أن دعوات الصالحين مستجابة بإذن الله، وكيف لا والذين دعوا عليهم هم صفوة الصالحين وخيارهم عندما ظلموا ووقعوا في المحنة، فدعوا على هؤلاء بالشقاء والتعاسة الأبدية، هنا أدركت هذه العقوبة الربانية الأبدية لهم .. فخيانة هؤلاء وغدرهم لهؤلاء النجباء المتقين، وقذفهم المستمر للعفيفة أمهم وأمنا، كان لابد له من جزاء وبما إن الجزاء من جنس العمل..كان لابد لهم من أن يضربوا أنفسهم بالسلاسل والحديد والسكاكين والسيوف..هكذا حالهم مع تعاقب كل جيل يرثون هذه اللعنة, يرثون هذا الشقاء ..هكذا هو حال الشجرة الملعونة. جميل احترامي..
د. محمد خيري آل مرشد