لقد غفلنا كثيرًا عن وغرس حب الوطن في أعماق السعوديين بكل فئاتهم العمرية، غفلنا عن ذلك في مناهجنا وفي سلوكياتنا ونمط حياتنا الاجتماعية، وهذا التغافل هو ما أدى ببعض الشباب إلى الجفاف العاطفي نحو الوطن ومنجزاته، وبالتالي إحداث خروقات طائشة ولا مسؤولة تجاه ما تعود ملكيته للوطن، ومن ذلك مايحدث من عدم اهتمام البعض بالمنشآت الخدمية العامة، كالحدائق والمتنزهات، وما يشوبها من مخلفات الزوار وعبثهم بممتلكاتها ومحتوياتها، وهذا يتطلب توعية إعلامية مكثفة بأهمية الحفاظ على تلك المواقع، مع تقنين عقوبات معينة لكل من يخالف أو يعبث بالأملاك العامة، ومن الأشياء الإيجابية التي أرى أنها ستقوم بدور كبير في تنمية الإحساس الوطني وحب الوطن، هو إجبار جميع المؤسسات والشركات المتمثّلة في المجمعات التجارية والأسواق ومعارض السيارات ومحطات الوقود والمستشفيات الخاصة والصيدليات وقصور وقاعات الأفراح والمطاعم والشاليهات، والأندية الأدبية والرياضية وجميع مواقع الاستثمار والتجارة بصفة عامة، بالإضافة إلى القطاعات الحكومية من وزارات ومستشفيات وحدائق ومداخل ومخارج المدن وعلى الطرقات العامة وما إلى ذلك مما يلزم رفع العلم فوق جنباته. أقول إجبار الجميع على رفع علم المملكة بحجمه الكبير ومقاساته الرسمية فوق سارية عالية تنصب على جميع المباني والمواقع للجهات المذكورة، وبهذا نجعل علم بلادنا الذي يحمل راية التوحيد وسيف العدل، خفاقًا بارزًا في كل بقعة وركن من أركان الوطن، مما يجعل العلم الخفاق مرتبطًا بالعين والقلب لجميع المواطنين وكذلك المقيمين.
د. جرمان أحمد الشهري