تعقيبًا على ما كتبه أخي ياسر البهيجان بصحيفة “مكة” الإلكترونية بتاريخ 19جمادى الآخرة1437هـ تحت عنوان الوافد يعمل وابن البلد (يتفرج)! قال فيه : ليس من المنطقيّ أن يبقى شاب سعوديّ واحد دون فرصة وظيفيّة وهناك أجنبيّ واحد متواجد في سوق العمل في القطاع الحكومي أو الخاص، وإن قال قائل: الوافد لديه مهارات ليست لدى ابن البلد!، فهذا عذر ليس أقبح من ذنب إنما هو الذنب بعينه، إذ كيف سيكتسب الشاب السعودي المهارة وهو لم يجد فرصة لتنمية قدراته، وما الضير أن يتعلم داخل وطنه؟ وقال: في العديد من الجهات الحكومية والأهليّة يعمل الوافد بأعمال من المؤكد أن المواطن سيتقنها —إلخ. ما قاله الأخ ياسر هو عين الحقيقة بدليل وجود أكثر من ثمانية ملايين عامل أجنبي فى مقابل ما يصل إلى قريب المليون عاطل وعاطلة والإحصاءات بهذا الشأن متفاوتة، وخذ هذا الخبر المؤلم والمحزن كأنموذج لعدم المبالاة بتشغيل المواطن حتى ولو كان مؤهلًا وليس بحاجة إلى التدريب. بالأمس قرأت فى صحيفة إلكترونية أن طبيب الأسنان مهنا سعود العنزي تقدم بطلب إلى مختلف المصحات الحكومية والخاصة، ولم يجد أية استجابة لتوظيفه مما أصابه بالإحباط واليأس وبعد أن انقطعت به السبل، ولأجل أن يعيش تقدم إلى وظيفة معقب إلا أن المسؤول (من جنسية مصرية) اعتذر منه إكرامًا له من أن يتحول من طبيب إلى معقب هنا أقول إنه لأمر أعجب من العجيب؛ خاصة وأن الكثير من المراكز الصحية كما أراها وأسمع عنها بمدينة الرياض خالية من أطباء الأسنان، بل أجزم أن تلك الحال تسرى على جميع مدن المملكة وقد يقول مسؤول صحى لدينا مراكز خاصة بالأسنان فأرد من المؤسف جدا أن تحتال وزارة الصحة حينما عجزت أو تعاجزت عن توفير أطباء وفنيى أسنان ومعامل بالمراكز الصحية أنشأت تلك المراكز للتغطية والتى لاتفى ولا بـ25% من حاجة المواطنين إليها علمًا أن أطفالنا وصلت نسبة تسوس أسنانهم إلى أكثر من 90% بموجب إحصاءات متعددة ولعدة سنوات بخلاف الجير والتهابات اللثة، ولو عملت جميع المراكز من الآن وحتى عام 1440بكل طواقمها فلن تغطى أكثر من 50% من المحتاجين؛ لأن الأمر في ازدياد ولذا فحاجة الصحة إلى هذا الطبيب العنزي ومثله أيضًا طبيبة الأسنان أسيل الحسن خريجة جامعة الملك سعود عام 2014م لم تجد عملًا ملحة هنا أقول: ألا يحق لهؤلاء التألم بل ونتألم نحن لألمهما، وهناك الكثير عاطلون أمثال هؤلاء فيا ترى هل سيلتفت معالى وزير الصحة إلى مثل هؤلاء خاصة وأن حاجة وزارته ملحة لمثلهم أتمنى ذلك. وكلمة أخيرة أقول بملء فهمي ألا يؤكد هذا أن هناك من يعمل ضد التوطين وحتى بالطب الذى نحن بأمس الحاجة إليه ومثل هؤلاء يجب على الجهات المعنية البحث عنهم ومقاضاتهم فهم غشاشون للوطن والله إنهم غشاشون للوطن. وختامًا كيف يحق لمسؤولى المصحات أن يتفرجوا على الأجنبي يعمل والمواطن يعضض أصابعه ألمًا لبطالته وبالله التوفيق.
صالح العبد الرحمن التويجري