حمود الفقيه

هتاف الصامتين

[error]

تُطالعنا الكثير من العبارات والكتابات في مواقع عامة منها ما كُتب على جدران المنازل، وفي جدران دورات المياه وعلى خلفيات السيارات، ولعل أول من انتبه لهذه الظاهرة عالم الاجتماع المصري الدكتور سيد عويس في كتابه “هتاف الصامتين” حين لاحظ أن مثل تلك العبارات تشكل في مجملها منظومة ثقافة شعبية ونافذة يمر منها هتاف الجموع التي لا منبر لها ولا صحيفة. وقد ظل د. سيد عويس ثلاث سنوات كاملة من 1967 حتى 1970 يسعى- في إحدى عشرة محافظة- خلف كل سيارة ووسيلة نقل ليسجل تلك العبارات والرسوم، واستخلص من بحثه أن كل ذلك وسيلة لدى المصريين لمواجهة المجهول وتفادي الشر وطلب الرزق والسلامة. وقسم د. عويس مادة البحث حسب نوع المركبات أولًا(ملاكي- خاصة- عامة) ثم حسب مضمون العبارات : عبارات وطنية ( مطلع أغنيات تمجد الحرية) وأخرى دينية (آيات مقدسة)، ثم شعبية (ابتهال- تحذير- أقوال مأثورة- نصائح).وقد نشر الكتاب عام 1973 وأعادت هيئة الكتاب طباعته عام 2013. ويقول د. سيد في مقدمته أنه” انتبه بعد نكسة 1967 لتلك الظاهرة، وأخذ على مدى عامين ونصف العام يجمع العبارات التي يكتبها أصحاب المركبات”، مقدرًا أن بحثه يصب في دراسة الحالة الاجتماعية الثقافية، وأن ذلك اللون من الكتابة هو في واقع الأمر جهاز إعلام شعبي متحرك أو هو بعبارة أخرى “هتاف الصامتين”. فهلا شمر أحد علماء الاجتماع لدراسة هذه الظاهرة ظاهرة هتاف الصامتين التي بدأت تنتشر في المملكة تأثرًا بالأشقاء المصريين .
حمود أحمد الفقيه

[/error]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى