عبدالرحمن الأحمدي

وزارةُ الزِّراعة..الأفكار والمياه المتجمِّدة

في فكرةٍ جريئة ومبتكرة لقت في حينها الكثير من المعارضة .. وعدم القبول، ومنذ ما يزيد عن الخمسة والثلاثين عاماكانت تدور تفاصيلها حول نقل جبال المياه المتجمدة العائمة من القطبين الشمالي والجنوبي إلى مناطق تشكو من ندرة المياه العذبة، وهو حلم جميل كان صاحبه “الأمير محمد الفيصل”، وكان ذلك تقريبا في منتصف سبعينيات القرن الماضي، وعُقِد مؤتمرٌ علميٌّ حول هذه الفكرة – وفقا لجريدة الرياض العدد (15595) – وهي مبادرة تستحق كلَّ التقدير والاحترام. ولست هنا بصدد مناقشة جدوى الفكرة من عدمها، على الرُّغم من قيام المهندس الفرنسي جورج موجين بأبحاث علمية من أجل تأكيد امكانية تنفيذها. عموماً مايهمنا من ذكر هذه المعلومة السابقة هو مدى إيماننا الصادق جميعا،وحرصنا الكبير على إيجاد الحلول المباشرة لمشكلة المياه في وطننا الغالي.

وهنا كلما قرأت أو سمعت عن الأفكار والحلول السهلة جدا من “وزارة الزراعة” مقابل وقوع تلك الأفكار الضحلة على عاتق المواطن بتحمل تكاليفها المرهقة؛ كلما أيقنت أن هذه الوزارة لا تسعى إلى إيجاد الحلول العملية لحل المشاكل من جهة .. وعرفت صحة اتهام “وزارة الإسكان” بأن المواطن لا يفكر جيدا في الوصول لحلول مناسبة من جهة أخرى، فوزارة الزراعة في نهاية التعريف الاجتماعي ما هم إلا مواطنون أمثالنا قادتهم الأقدار لتَسنم مراكز عليا في سبيل توفير الماء لأفواهنا وأجسادنا المنهكة، ولكن بعقول مشغولةعن الهم الوطني الحقيقي، وقلوب لاتتلمس مشاقَّ المجتمع واحتياجاته، ولا أظن أنها تعرف ظروفه جيدا. ومابين فِكر “وزارة الإسكان” وسيفون “وزارة الزراعة”؛ علاقة مباشرة بوضع الأشياء المناسبة في أماكنها المناسبة، وأشير هنا إن أمكن على المسؤولين في الوزارات الأخرى اتباع أقصر الطرق في التفكير العملي غير المرهق فكريا في معرفة الرغبات والأماني المجتمعية، ولكل مقام مقال.

وعودًا على بدء للفكرة السابقة من نقل للمياه المتجمدة، وماتعرض هذا المشروع من اتهام صراحة بالجنون..!! إلا إنها تعتبر محاولة جادة طامحة على أقل تقدير. وهذا ما كنا نأمله من “وزارة الزراعة” بطرح الأفكار والرؤى، وتبادل الخبرات مع الدول المعنية، بعقد المؤتمرات والندوات؛ لمعرفة كيفية توفير المياه بسهولة للمواطنين، بدلا من الحل المريح على تفكير الوزارة برفع الأسعار مباشرة بحجة توعية المواطنين بأهمية المحافظة على المياه، وياليت الوزارة تبدأ بمنسوبيها أولا ليصبحوا قدوات ماثلة قائمة؛ حتى يقتنع المواطن بالجهود الحقيقية المبذولة.

في إحدى رسائل وسائل التواصل الاجتماعي،ومن باب السخرية ليس إلا، كان أحد الحلول المقترحة من أحد الأشخاص بربط مجرى الماء الفائض من الصنبور بالسيفون مباشرةً؛ وذلك للتقليل من استهلاك المياه، وإن كانت مجرد مداعبة، للتنفيس من تصريحات غير مرحب بها مرئية كانت أومقروءة من مسؤولي الوزارة. وحقيقة مثل هذه الأفكار البسيطة، قد تكون سببا لمشاريع كبيرة يا “وزارة الزراعة”. فالمشاريع العملاقة منشأها أفكار صغيرة، متى ما أراد الإنسان تحويل حلمه إلى واقع، ورغبته الجادة بحل المشاكل التي تعترضه؛ فلن تقف صعوبات أو عقبات في طريقه بعد توفيق المولى عز وجل.

عبدالرحمن عبدالقادر الأحمدي

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. لينهم ييقرأون ويفهمون ما تكتبه لهم …

    لكن لاحياة لمن تنادي.

  2. بارك الله فيك اخي الاستاذ عبد الرحمن اجدت وافدت فهل من مشمر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى