“الكيف” قصة يرددها تجار السموم على مسامع السذج من الناس؛ فهي حكاية تبدأ بدلع وتنتهي بوجع وطريق واحد يؤدي إلى غابة الموت التي يكثر بها أنواع الرعب النفسي والاجتماعي. وهي تجربة مريرة تعطل العقل عن الواقع وتفقده التركيز على المستقبل، وتبعده عن جمال الحياة. نعم إنها المخدرات التي لاتهدد مجتمع واحد فحسب، وإنما تهدد كل المجتمعات سواء المتقدمة أو النامية، وتنعكس أهم مشاكلها على الصحة ثم النفس والسلوك، والاقتصاد والتقدم العلمي والمعرفي. وبقدر ما تقوم به الدولة من محاربة وتنبيه وتحذير وتوعية، ينشط بالمقابل أعوان الشيطان لاختطاف أبنائنا من أحضاننا في كل مكان يتواجدون فيه سواء في المدرسة أو الجامعة أو النادي أو المنتزهات تحت مسميات عديدة منها : – المساعدة في المذاكرة. – بناء الأجسام. – الكيف والروقان. -نسيان المشاكل. -المال المضمون. دون أن تأخذهم رحمة بهم أو شفقة على حالهم أو خوف على مصيرهم. إن تجار الوهم سوس ينخر في عضد المجتمع؛ فيصل إلى شحمه ولحمه وعظمه من أجل أن يستنزف مافي الجيوب، ويدمر الأجساد والعقول. فيعيش أبناؤنا لأجل تلبية رغباتهم النجسة وأهدافهم الوقحة دون مراعاة لحاجة الأمة والوطن لهم. نعم إن المخدرات بكل أشكالها وأنواعها سموم تختطف الأرواح البريئة، وتجعل متعاطيها أشباح تسير في الطرقات دون إدراك للذات، وقنابل موقوتة تنفجر في وجه المجتمع بأنواع الجرائم والكوارث. ومهما قلنا أو ذكرنا عن خطرها يبقى هناك من يزينها في عيون أبنائنا، ولكن الأمل في الله موجود ثم في تضافر الجهود بين المواطنين والمسؤولين والتربويين والمختصين في محاربتها ونفيها وتعرية مروجيها ومحاربة مصادرها وفضح خططها. والبرنامج “نبراس” أحد اللبنات الإصلاحية التي تسعى دومًا من خلال مايقوم به من توجيه وتوعية إلى وضع خطرها أمام أعين المجتمع. لذا يجب علينا أن نشد على أيديهم ومساندتهم؛ حتى يكون لمخرجاته ثمرات تنعكس على مستقبل أبنائنا ووطننا وأمننا.
عبدالرحمن القراش
عضو برنامج الأمان الأسري الوطني .