المقالات

كيف نجحت سنغافورة؟!

التجربة السنغافورية في التعليم تجربة رائدة وغنية..تستحق التوقف عندها والاستفادة من نتائجها ومخرجاتها ووسائل تطورها….وإلى ماقبل عام 1960م كان تعليم سنغافورة يُعاني الكثير من المشكلات مثله مثل كثير من دول آسيا ودول العالم الثالث من حيث المناهج والمعلمين وأماكن التدريس. .وحين تولى زعيم سنغافورة الحديثة السيد (لي كان يو) مقاليد الحكم في بلاده بدأ العمل لإيجاد الحلول السريعة لكثير من مشكلات سنغافورة. .الصحة والاقتصاد والعمل وغير ذلك من القضايا الاجتماعية الملحة. .وكان مفتاحه الذهبي لكل ذلك… هو التعليم. .بكل مراحله. .باعتباره القاعدة الصلبة التي تقوم عليها كل ركائز النهضة. .وكانت الخطوة الأولى التي بدأها هي الاهتمام بالمعلم؛ فاعتبر وظيفته مهنة من مهن الدرجة الأولى التي يمنح أصحابها أعلى المرتبات في الدولة. …ويتدرج الراتب سنويًّا؛ لمواجهة الارتفاع في الأسعار. وغالبًا مايمنح المدرسون علاوات سنوية أو كل سنتين. .أما المدرسون المتميزون فيمنحون علاوات تشجيعية تُمكنهم من الترقية إلى درجات أعلى. …وتخصص الحكومة السنغافورية نحو خمس ميزانيتها للتعليم الأساسي والإعدادي والثانوي، وقد لفت نظام التعليم السنغافوري الأنظار حين نجح طلابه في بلوغ مراكز متقدمة في مسابقات الرياضيات العالمية ..وقد حفزت هذه النتائج الباهرة للسنغفوريين دولًا عديدة من بينها أمريكا لدراسة أسرار تفوقهم والاستفادة من هذه التجربة التعليمية في مجال المناهج وطرق التدريس وإعداد المعلمين والمعلمات. .الذين لهم اليد الطولى في صقل المواهب والقدرات التنافسية والذاتية من خلال منح الطلاب اختبارات أوسع تتلاءم مع كفاءتهم وطاقاتهم ..وتعمل على توسيع مداركهم في مجالات مختلفة تمكنهم من الالتحاق بسوق العمل بعد تدريبهم وتأهيلهم. ..ومن الملفت للنظر هنا أن 25 في المائة فقط من الطلاب السنغفوريين يستطيعون الالتحاق بالجامعات. .بينما يتجه الباقون للمعاهد المتخصصة. . ويغادر نحو 20 ألف سنغافوري سنويًّا بلادهم؛ للالتحاق بالجامعات الأمريكية والأوروبية وغيرها. .في حين تستقبل سنغافورة آلاف الطلاب الأجانب للالتحاق بجامعاتها التي تعد من بين أفضل الجامعات في العالم. …

عبدالعزيز التميمي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى