(مكة) – الرياض
تسببت مليشيات الحوثيين وقوات المخلوع صالح في مقتل أكثر من 400 شخص من الأبرياء المدنيين في اليمن، وجرح 700 آخرين جرّاء الألغام القاتلة التي زرعوها منذ منتصف شهر مارس 2015م في أنحاء الأراضي اليمنية خاصة في مدن ومحافظات : عدن، والضالع، وأبين، ولحج، وتعز، بجانب نسف المنشآت المدنية والمنازل والميادين العامة بمقذوفات عسكرية طمست معالم الحياة الجميلة في اليمن.
وأكد معنيون برصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن أن مليشيات الحوثيين وقوات المخلوع صالح تركت مخزونًا هائلاً من الألغام والعبوات الناسفة في المناطق التي انسحبت منها في اليمن إلى جانب ماخلفته من دمار شامل في المكان، مطالبين الحوثيين وأعوانهم بالتوقف الفوري عن زرع الألغام، والكشف عن مواقعها لإيقاف نزف الدماء البريئة التي يقعون في براثنها.
جاء ذلك في الندوة التي نظمها التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الانسان مساء أمس في الرياض تحت عنوان “الألغام تحصد أرواح الأبرياء في اليمن”، وشارك فيها مسؤولون دوليون عن منظمات حقوق الإنسان وخبراء الألغام لكشف ما آل إليه الوضع الإنساني في اليمن من تدهور خطير هدّد حياة المدنيين بدون وجه حق نتيجة انتهاكات الحوثيين وأعوانهم.
وقال نائب مدير المركز التنفيذي لنزع الألغام نائب رئيس شعبة الهندسة العسكرية في محافظة عدن العميد ركن الخضر الطلي إن الجيش الوطني اليمني قام بالتعاون مع قوات التحالف العربي بنزع (1153) لغمًا مضادًا للأفراد، و (5467) لغمًا مضادًا للمركبات، و (436) عبوة ناسفة مبتكرة محلية الصنع، و (8775) قذيفة وذخيرة زرعت منذ منتصف مارس 2015م خلال اجتياح الحوثيين وأعوانهم لمدن ومحافظات اليمن.
وأفاد أن مليشيات الحوثيين وأعوانهم استخدموا في عدوانهم أسحلة وألغاما متنوعة ما بين النوع الاعتيادي المضاد للعربات والمركبات مثل: (TM 57) و ( TM 62) و (TM 46) أو الذخيرة المضادة للأفراد (PPM2) و (OZM4) و (BMN)، مبينًا أنها من أخطر أنواع الأسلحة الفتاكة التي تستهدف المدنيين.
وأشار إلى أنه تم العثور على ألغام مزروعة في عدد من المنشآت المدنية في اليمن مثل: مطار عدن الدولي، مزارع جعولة، ومحافظة لحج، ومزارع المنطقة الوسطى في أبين، والطرق العامة التي تصل المحافظات والمدن والقرى، وبعض آبار المياه، والمقرّات الحكومية، والمباني السكنية، والمدينة الخضراء، ومنطقة اللحوم، وغيرها من الأماكن التي تكتظ بالمدنيين.
وطالب رئيس مؤسسة وثاق للتوجه المدني عضو التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان نجيب السعدي من جانبه، مليشيات الحوثيبن والمخلوع صالح بالكشف عن خرائط زراعة الألغام، وتزويد فرق نزع الألغام بها لحماية المدنيين، وتفعيل دور المركز الوطني اليمني لنزع الألغام للقيام بمهامه في اليمن ومنها تبنّي حملة وطنية للتوعية بمخاطر الألغام، وإدانة وتجريم مليشيات الحوثيين وصالح في المحافل الدولية.
وخلال الندوة، استعرض قائد سلاح المهندسين في وزارة الدفاع اللواء سنيد المزيني خطورة الألغام كسلاح يفتك بالمدنيين، مبينا أن الحوثيين وأعوانهم استخدموا ذلك السلاح ضد إخوانهم المدنيين بالإضافة إلى القذائف والصواريخ, وتفخيخ المنازل السكنية، والموانئ، والمرافق العامة.
وقال اللواء المزيني : إن قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية تمكنت ولله الحمد من إزالة وإبطال مفعول أكثر من (1864) مقذوفاً عسكرياً لم تنفجر في القرى والمدن الحدودية القريبة من المملكة، بالإضافة إلى عدد من الألغام.
وأكد أنه بالرغم من استجابة قوات التحالف للهدنة من أجل إدخال المساعدات الإنسانية للمناطق والقرى المتضررة من العدوان الحوثي وقوات صالح إلا أن الحوثيين وأعوانهم يواصلون خرق الهدنة بهدف عرقلة الجهود الإنسانية.
وأشار إلى أنهم يقومون بعمليات مسح وتطهير للأراضي اليمنية المسيطر عليها من قبل قوات التحالف من أجل وقاية المدنيين من الوقوع في مناطق الألغام أو التعرض للقذائف التي لم تنفجر بعد, وتأمين سلامتهم خلال تنقلهم.
وأفاد أنه تم تزويد القوات الموالية للحكومة الشرعية في اليمن بقيادة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي بمعدات كسح وإزالة الألغام وأجهزة كشف الألغام اليدوية وتدريبهم على التعامل مع تلك الألغام والأجهزة المعنية بها, مع إرسال فريق من سلاح المهندسين في القوات البرية الملكية السعودية للتعامل مع الألغام والعبوات المتفجرة داخل عدن والمناطق المجاورة لها.
وبين أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية رصد مبلغ ( عشرة ملايين دولار) كمساعدات لإنقاذ جميع الضحايا الذين سقطوا ضحية الألغام والمقذوفات الحوثية ومساعدة المصابين منهم.
واستعرض الخبير البريطاني الدولي بإزالة الألغام ومخلفات الحرب الخطرة كرستوفر جون كلارك من جهته، الجهود الدولية المبذولة والرامية لإزالة الألغام في اليمن, مؤكداً ضرورة التركيز على المشكلة الإنسانية في التعامل مع وضع اليمن للتمكن من إعادة الأعمار وعودة الإستقرار في أقرب وقت ممكن للتقليل من الضحايا الذين يحتاجون إلى مساعدات طبية عاجلة.
ونوه ذفي ذلك الصدد بالجهود التي تقدمها المملكة لليمن ومنها ما تقدم عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مبينًا أن هذه الجهود تؤكد البعد الإنساني العميق الذي تعبر عنه المملكة مع اليمنيين بمختلف شرائح مجتمعاتهم وأطيافهم.
وأكد رئيس لجنة حقوق الإنسان العربية الدكتور هادي اليامي بدوره، أن الانتهاكات الإنسانية التي تقوم بها ميليشيات الحوثيين والمخلوع صالح في اليمن تجاوزت إلى ممارسات وحشية تستهدف المدنيين من الشعب اليمني بأسلوب ممنهج، وباستخدام أسلحة وآليات عسكرية منها ما هو محرم دولياً، ومنها ما يمتد أثره لسنوات وعقود، مثل الألغام، لاسيما الالغام المضادة للافراد.
وأوضح أن الندوة كشفت وحشية الممارسات الحوثية ضد المدنيين الأبرياء في مختلف محافظات اليمن حيث تأتي متزامنة مع اليوم العالمي للتوعية بالالغام المعتمد من الجمعية العامة للأمم المتحدة في إطار سعيها للمساعدة في الأعمال المتعلقة بالحماية منها، والتأكيد على اتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بحضر استخدام وتكديس وإنتاج ونقل الألغام المضادة للأفراد.
وأبان اليامي أن إجراءات التوعية بمخاطر الألغام تتضمن تسليط الضوء على الألغام الأرضية، وأخطار المواد المتفجرة في مناطق الصراعات المسلحة، بهدف تدميرها، وهو الأمر الذي سيمكن من إدخال المساعدات الإغاثية بأنواعها كافة للمحتاجين إليها، منوهاً بدور التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، وجهوده المقدرة التي يبذلها في كثير من الجوانب.