مثير للغرابة هذا الاهتمام المبالغ فيه، الذي يجعل المرأة السعودية مادة تتغذى عليها الأقلام الصحفية والصحف المحلية، وجعلها عنوانًا دائمًا للقضايا الجدلية، ووقودًا للصراعات الفكرية بين التيارات المتناحرة فكريًّا، ونادرًا ماتناقش قضية من القضايا المحلية إلا والمرأة العنوان الأبرز فيها، وسابقًا طال الجدل وتشعب وأخذ مناحي مختلفة، في مشروع تأنيث المحلات النسائية، وعندما حدثت بعض السلبيات الأخلاقية في مواقع العمل، حسب تقارير هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي يزودون بها الصحف، معتبرينها نصرًا لهم كونهم كانوا يعارضون مبدأ الاختلاط، وكانت الضحية النساء وماطال سمعتهن، من نشر لتلك الأخبار التي تعدت الصراعات بين المحافظين ودعاة الليبرالية إلى نشر أخبار طالت من سمعة المجتمع السعودي، دفعت بها الصحف خارج الحدود، فكان يجب أن تنتهي في مراكز الشرطة، وألايسمح بنشرها، لأنها ليست من الحري بشيء، ومن ثم احتدمت حلبة الصراع بين التيارين عندما حاول البعض ابتعاث الطالبات دون محرم، بعد أن تزوجت طالبة سعودية مسلمة من شخص مسيحي زواجًا عرفيًّا دون معرفة أهلها، وكان التيار الليبرالي ولازال يدفع بالمرأة باسم الحرية وكأن الحرية لايحققها إلا إفساد أخلاق المرأة، ورغم ذلك إذا ماتعرضت المرأة إلى فضيحة كانوا أول الشامتين بها، فالمرأة لاتتحر إلا حين تخلع ثياب الحياء، عندما يؤذن الشيطان على منبر الليبرالية قائلًا:” ماكان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي”.
سعود بن عايد الدبيسي