أجمل مافي النفوس أن تكون مشبعة بالمروءة والوفاء، وعندما يفقد أحدنا تلكم الخصلتين فإن كل معاني إنسانيته لامعنى لها … كان السموأل شاعرًا من تيماء وهي في ناحية الشمال من جزيرة العرب قد أودع عنده امرؤ القيس الكندي أسلحته بعد أن فقد ملك أبيه، ومالبث أن مات امرؤ القيس، فأرسل ملك كندة يطلب الدروع والأسلحة من السموأل فرفض فرأى ملك كندة أن يحارب الشاعر العنيد، فحاصر جنده حصن السموأل، وصادف أن قبض جيش كندة على ابن السموآل خارج الحصن، فأخذه رهينة وساوم الملك الكندي الشاعر السموأل أن يسلم الدروع وإلا قتلت ابنك. لكن السموأل حسم أمره وقال: “ما كنت أخون عهدي وأبطل وفائي فاصنع ما شئت”. وذُبِح الكندي ابن السموأل وأبوه ينظر إليه من أعلى الحصن، وعاد ملك كندة خائبًا. ثم وافى السموأل بالأدرع وأعطاها ورثة امرؤ القيس.. هذه قمة المروءة والوفاء التي نفتقدها اليوم في نفوس بعض البشر. بيد أن هناك أناس اختصهم الله بنفوس تحمل كل صفات النبل والشهامة والمروءة وخلال الحقبة الماضية كانت لي علاقة وطيدة لاتزال قائمة ولله الحمد مع الشريف ناصر بن عقيل الطيار هذا الرجل يأسرك بطيبة نفسه وتسامحه رغم أن الناظر إليه من الوهلة الأولى يعتقد أنه رجل صارم إلى أبعد الحدود، لكنه يحمل في دواخله إنسان مليء بشيمة الرجال .. عرفته وهو يبحث عن كل محتاج ورأيته وهو يقدم كل عون ومساعدة حتى مع من اختلفوا معه. . وحقيقة القول إن الرجل لم ينصفه الإعلام ..لكن ناصر بفعله يتوارى منه لأنه يريد أعماله مع ربه وليس مع البشر ..هذه بضع من صفاته التي لايحبذ الخوض فيها .. ترجل الشريف ناصر عن عمله الذي أسسه وحفر اسمه عليه منذ نحو 40 عامًا ليفسح المجال للشباب بتسنم دفته وهذه لعمري من سمات النبل وهي مروءة ووفاء لايمكن أن نراها في كثير من الأعمال. . فإن نظرة الشريف ناصر الثاقبة نحو غدًا مشرق للأجيال القادمة جعلته يقرر فسح المجال لشباب الوطن للخوض في سوق السياحة والطيران، وهو يتابع ويراقب ويوجه بخبرته وقد آثر على نفسه في البقاء .. ويحق لنا في كل محفل أن نشد على أيدي أولئك الرجال؛ لأنهم قدموا للوطن سواعد مشرقة كانت ستضيع في زحمة الجشع الذي ينتاب البعض. وقد اقتدى ناصر الطيار بكلمات الملك عبدالله بن عبدالعزيز عليه شأبيب الرحمة في كل محفل، وهو يطالب بتعليم وتدريب شباب الوطن وقد أضحت شركة الطيار عملاقة السياحة والطيران في العالم العربي بسواعد أبناء الوطن وبدعم الشريف ناصر الطيار الذي فرغ شركاته لتعليم وتدريب كل شاب سعودي طموح ..وهاهو اليوم يسلمهم زمام العمل، وهو يعرف تماما أن ماأسسه في حياته سيبقى خالدًا بعون الله للوطن وأبناؤه. .
عبدالله عيسى الشريف