المقالات

تنظيم عمل الهيئة .. الواقع والمأمول!!

عادةً يكون التنظيم ضروريًّا في أي مُنشأة، وفي أي جهاز من أجهزة الدولة، وتتم مراعاة ذلك التنظيم، هل هو يتناسب مع ذلك الجهاز أو تلك المنشأة، حتى يتم تفادي القصور في العمل ؟! وهو أمر وارد جدًا، طالما هناك عمل، ومن لا يعمل لا يُخطئ ..!! القرار الذي صُدر في تنظيم عمل الهيئة، كان حديث الساعة أمس على وسائل السوشيال ميديا، ما بين مؤيد، ومُعارض، وما بين مُستغرب، ومُستنكِر، كون الهيئة نالت مكانة كبيرة في قلوب الناس خلال السنوات الأخيرة، وساهمت جنبًا لجنب مع بقية أجهزة الدولة ذات العلاقة في القضاء على كثير من الظواهر السلبية التي أقضت مضاجع الناس، والأجهزة المعنية، خاصة التي تتعلق بالأعراض، كالذي يحدث في الأسواق والمولات، وقضايا الابتزاز الذي شغلت الرأي العام السعودي على مدى أكثر من عقدٍ من الزمن، وساهمت الهيئة في القضاء على كل تلك الظواهر مُجتمعة بالحد من كثيرٍ منها، وذلك مُشاهد، ولا ينكره إلا حاقِد أو صاحب هوى !! وجهاز الهيئة مثله مثل أي جهاز حكومي، يعتريه ما يعتريه من قصور، وأخطاء لا تخفى، وأشهرها المُطاردات، وهي ممنوعة حتى على رجال الأمن إلا في حدود، كمروجي المخدرات، وغيرهم على الحدود “حمى الله بلادنا من شر كل ذي شر”؛ ولذلك شكلت المطاردات الذي يقوم بها بعض رجال الهيئة، هاجسًا كبيرًا لدى كثير من الناس، وذلك مرده لعواقب تلك المطاردات خاصةً في المدن من وقوع حوادث وخسائر، وذهاب أرواح بريئة، ليس لها ذنب إلا أنها تواجدت في خضم تلك المُطاردات! وأيضًا تصرفات بعض المتعاونين ممن لا يملكون سُلطة أو تخويل من مسؤولي الهيئة، وما يعمله بعضهم من تصرفات تُسيء لسمعة ذلك الجهاز، ولا تخدمه، كما حدث من سنوات في معرض الكتاب الدولي في الرياض أكثر من مرة، لولا تدارك بعض مسؤولي جهاز الهيئة في عمل بطاقات لمنسوبيها حتى لا يُسمح لغيرهم بأداء عملهم في غير وجهه الصحيح، ولذلك التنظيم مطلوب ومرغوب فيه، حتى لا يُنسب لهم ما ليس فيهم !! وخِتامًا .. أرجع وأقول أن جهاز الهيئة مثله مثل بقية الأجهزة الحكومية له إيجابيات وسلبيات، لكن إيجابياته تطغى على سلبياته، ولذلك تقليص كثير صلاحياتهم في رأي كثير من العُقلاء، قد يُنتج لنا انفلاتًا كبيرًا في تصرفات بعض الشباب، ممن لا نجد رادعًا لهم إلا بقوة القانون، ويتمثل ذلك في سُلطة الحِسبة، ويُروى عن ذي النورين عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، أنه قال:” يَزَعْ الله بالسلطان ما لا يَزعْ بالقرآن” أي أن الناس يعرفون الحرام من الحلال، لكن بعضهم لا يُبالي إلا حينما يتم ردعه من قبل السلطان بعقوبة تناسب جِنايته، حتى ينصلح حال المجتمع، وحديث سفينة النجاة عن دور الهيئة في صلاح المجتمع وتوجيهه، لا يخفى علينا، والله الموفق لكل خيرٍ سبحانه ..

ماجد الحربي

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. أشكر تفاعل الكاتب القدير ماجد الحربي مع قضايا المجتمع.. وهذه الدولة وفقها الله منذ عهدالمؤسس حتى الآن عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وهي القائمة على خدمةكتاب الله وسنة رسوله.. ولن تقدم على شئ إلا هو في حقيقته لصالح الإسلام والمسلمين..ومنها الهئية المؤقرة.. هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..فهي كانت ومازالت تدعم الهيئة وتحافظ عليها حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى