وزراء خليجيون: «تويتر» منصة لا يمكن ضبطها

(مكة) – متابعة

فاجأ الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ملتقى “مغردون”، بحضوره للمشاركة في انطلاق دورته الرابعة تحت شعار “المبادرة تصنع الفرص”، التي أطلقتها مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز “مسك الخيرية”، أمس الإثنين، في فندق الريتز كارلتون في مدينة الرياض.

فبينما كان نحو خمسة آلاف من المشاركين والحضور الخليجي، مستمتعين بحديث خمسة وزراء خليجيين يعرفونهم جيدا عبر منصة “تويتر”، دشنوا الجلسة الأولى للملتقى وتحدثوا خلالها عن تأثير شبكات التواصل الاجتماعي خصوصاً تويتر في العلاقة بين المسؤول والمواطن، وكيفية تناولهم لمختلف القضايا والملفات، والدور الإيجابي لوجود مسؤولي الأجهزة الحكومية عبر حسابات في هذه المنصات، إذ بالأمير محمد بن سلمان يحضر دون سابق ترتيب، ما أحدث موجة من التصفيق وسط الحضور.

الملتقى الذي يحضره مشاهير التواصل الاجتماعي من كل دول الخليج، انطلق بمقدمة لممثل شركة تويتر في الشرق الأوسط، ثم جلسة رئيسة أدارها الإعلامي السعودي داود الشريان، وشارك فيها عادل الجبير وزير الخارجية السعودي، وخالد آل خليفة وزير خارجية البحرين، وعبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي، والدكتور خالد العطية وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري، والشيخ محمد المبارك الصباح وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي، تطرق إلى دور “تويتر” في المجتمع الخليجي وبين الشباب والمسؤول. الشيخ محمد الصباح، أكد في مداخلة له اعتزازاه بالدور الذي تقوم به مؤسسة “مسك” الخيرية برئاسة الأمير محمد بن سلمان، الذي وصفه بأنه أمير الشباب العربي – وسط تصفيق كبير من الحضور -“.

وقال” نحن محظوظون بهذا النوع من الشباب الذين نشاهدهم اليوم، وبهم يمكننا تحرير الكثير من المفاهيم المغلوطة عن الشباب العربي والخليجي”. وزير خارجية البحرين الشيخ خالد آل خليفة قال من ناحيته في إحدى مداخلاته وهو ما شاركه فيه الرأي بقية الوزراء، إن “تويتر” منصة لا يمكن ضبطها، وليس من الضروري ظبطها، بل يجب التفاعل معها، مع أهمية أن يكون هناك حدود للحرية المطلقة، التي لا تمس الأديان والأعراق والمذاهب، وحقوق الآخرين.

الوزراء تحدثوا كثيرا عن أهمية “تويتر” ودور الشباب السعودي والخليجي في الوعي وتحصين الجبهة الداخلية، حيث أكد عادل الجبير أن قدرة الشباب على التمييز بين الغث والسمين أصبحت عالية، وقال “على الجميع التعاطي مع تويتر خصوصا نحن المسؤولين كمنصة لمعرفة توجهات المجتمع وشرائح معينة منه، ولكن لا يمكن أن يكون مصدرا أساسيا لاستطلاع الآراء.

وتضمن الملتقى فقرات متنوعة انطلقت باستعراض مجموعة واسعة من المغردين الذين انتقلوا إلى رحمة الله، وكانوا مؤثرين في محيطهم ومجتمعهم، منهم الشيخ عبد الرحمن السميط، والإعلامي سعود الدوسري، والعشرات غيرهما، ثم فقرة خاصة عن الأمير سعود الفيصل استذكروا فيها عديدا من مقولاته المشهورة.

وهنا علق الوزراء، حيث أكد الشيخ عبد الله بن زايد، وزير خارجية الإمارات، أن الأمير سعود الفيصل كان أخا وصديقا ومعلما بالنسبة له، فيما عبر الشيخ آل خليفة عن شعوره بالأسى على فقد الراحل، مؤكدا أنه سافر معه إلى أنحاء العالم، وكان نعم الأخ والناصح في كل ما يهم الشأنين العربي والإسلامي. الجبير اكتفى من جانبه بالقول “هو فارس عربي يمتاز بكل خصال ذلك الفارس من الحنكة والسياسة والكرم والشجاعة”.

ويشمل الملتقى جلسات نقاشية، ومنصات تفاعلية، وعروضا مرئية، وورشة عمل، لإثراء المجال المعرفي والاتصالي لدى الشباب، خصوصاً فيما يتعلق بالتعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي، واستخدام أدواتها بطرق إبداعية.

ويعد ملتقى مغردون أحد مبادرات “مسك الخيرية”، التي تحرص عند إطلاقها على ملامسة احتياجات الشباب والمساهمة عبر الإلهام والتحفيز والتشجيع والتمكين في دعم المجتمع الشبابي الذي يمثل 60 في المائة من سكان المملكة، فلذلك تركز على تفعيل الإيجابية بين الشباب، وتعزيز نقل النجاحات بينهم، والمهارات والقدرات والأدوات في وسائل التواصل، وأننا نأمل أن يصبح ملتقى “مغردون” مساهما في تحويل تويتر إلى منارة للإبداع والنجاح والتفوق للشباب السعودي والخليجي.

ومن المتوقع أن يحضر ورشة العمل نحو 60 شابا وشابة، سيتعرفون على أفضل الممارسات والأساليب للاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي، التي تقدم بطريقة تفاعلية، لإكساب الشباب والشابات مهارات في صناعة المحتوى على شبكات التواصل الاجتماعي بما يفيد مشاريعهم، وأفضل ممارسات المشاركة والتفاعل مع الآخرين، حيث ستتطرق الورشة إلى عرض إحصاءات عن مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي، وكيفية تفاعل المستخدمين مع الأنشطة التجارية في مواقع التواصل، وما يفترض أن يقوم به صاحب المنشأة الصغيرة للوصول إلى الجمهور المستهدف.

ويتضمن الملتقى أيضاً ثلاثة وسوم رئيسة، سيتحاور خلالها مؤثرون وفاعلون في منصات التواصل الاجتماعي حول ثلاثة مجالات هي التعليم والثقافة والإعلام.