المحلية

تعرف على “سفيرة” محاربي السرطان في السعودية

(مكة) – متابعة

“الحياة بتكون جداً جميلة لو تجاهلنا كل شيء يوجعنا”.. عبارة رددتها سفيرة محاربي مرض السرطان التي لم تتجاوز 12 ربيعاً.

كافحت شريفة الحقباني لنشر الوعي، رافضة تسميتها بـ”المريضة”، فتمنت لكل من حولها السعادة، وأن يكون كل شيء جميلاً في الغد رغم الصدمة والألم.

أوصلت الحقباني رسائل محفزة لكل بائس، لتضع بصمة إيجابية دونتها في كتاب بعنوان “رغم الألم يبقى الأمل”، حيث تحدثت فيه عن تجربتها مع المرض الذي استمر أكثر من عامين، لكن المفاجأة أنه حقق أعلى نسب للمبيعات في معرض الكتاب الأخير بالرياض.

أضافت الحقباني أنها لم تتوقع أن تنال يومياتها مع المرض كل هذا الاهتمام والنجاح، فقد تضمن الكتاب قصتها في المحاربة ومراحل علاجها موثقةً بالصور، إضافة إلى تغريدات دونتها على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، فالكتاب لنشر الأمل والتفاؤل، وخصصت صاحبته جزءاً من ريعه ليذهب لصالح الجمعية السعودية لمكافحة السرطان.

تجاوز الصدمة

تحدثت الحقباني عن بدايتها مع المرض: “كنت بعد ألم وثقل رهيب في القدم وشحوب واصفرار في الوجه، وارتفاع في درجة الحرارة، عندما أعلن المستشفى إصابتي بسرطان الدم، صدمت وبكيت كثيراً، لأن السرطان في نظري ونظر كل المجتمعات أنه الموت، لكنني عرفت فيما بعد أنه بناء لحياة الشخص”.

وتابعت: “كانت أصعب لحظات حياتي عندما بدأت أول جرعة كيمياوي من دون تخدير، كنت أشعر بدخول الإبرة مثل الطعنة المؤلمة، يليها دخول إبرة الكيمياوي مثل دخول نار حارقة داخل جسدي الصغير”.

وتردد الحقباني في كل وقت عبارات التفاؤل والسعادة والعزيمة والإصرار بأنها ستشفى قريباً من هذا المرض، وأنها قوية جداً، وستتغلب على كل شيء، وتستمر حياتها بسعادة، وجميع أفراد أسرتها يشاركونها في الدعم بشكل لافت وجميل، تقول: “أنا سعيدة، لأني أكتب وأصور نفسي في كل مراحل علاجي ويومياتي والمجتمع يقف معي”.

نصيحة من ذهب

وقدمت الحقباني نصيحة للمرضى المصابين بضرورة التفاؤل وزرع الأمل بداخلهم، لأنه هو من سيجعلهم يتغلبون عليه بإصرار: “فالتأثير النفسي الإيجابي هو العلاج الأول”. وقالت الحقباني: “أتمنى أن تكون نفسيات الجميع جميلة ولا يعصبون، وهم سيشفون بإذن الله، وها أنا مثال مشرف وجميل للتفاؤل، وأثق بأني سأشفى قريباً بإذن الله تعالى، وأحب أن أقول بأننا محارِبون ولسنا مرضى للسرطان”.

رسائل محاربين

توجهت الحقباني إلى وزير الصحة الشهر الماضي لتوصل إليه رسائل محاربي السرطان، ومعاناتهم لندرة المراكز المتخصصة في علاجهم وضرورة منحهم الأولية في مقاعد الطيران للوصول إلى مناطق العلاج، والنقطة الأبرز التي تطرقت لها الحقباني هي تثقيف المجتمع بالمرض وكيفية التعامل مع المصاب، وتحفيزه ليتخطى هذا الحاجز، فالعلاج النفسي هو الأساس.

وكان وزير الصحة المهندس خالد الفالح، أوضح رغبته الأكيدة في دعم إنشاء جمعيات لمساندة مرضى السرطان، وأنه يتطلع لمشاركتها في هذه النشاطات، وأعجب بالروح العالية التي تتمتع بها شريفة المصابة بمرض السرطان.

وأثنى الفالح على قوة إرادتها، وما تتمتع به من عزيمة وإصرار جعلها تواجه المرض بكل شجاعة، وتتجاوز معاناته، وتحولها لقوة إيجابية تمكنها من مساعدة الآخرين وإلهامهم من خلال إرادتها وروحها العالية.

كما كرّم سفير دولة الكويت لدى السعودية، الشيخ ثامر الجابر، السبت الماضي، الطفلة شريفة تقديرا لجهودها التطوعية والتوعوية في مكافحة مرض السرطان، ودعاها لزيارة الكويت لنشر الإيجابية وسرد قصة كفاحها.

وقال إن الطفلة شريفة المصابة بمرض سرطان الدم (لوكيميا) استطاعت “تجاوز التحديات التي واجهتها من خلال التوكل على الله وحب أسرتها ووقوف الجميع معها، وتسعى لإعادة الأمل ومزاولة الحياة الطبيعية بقوة الإيمان والصبر والإيجابية” ، وفقاً لـِ”العربية.نت”.

15801812-ba3e-42cf-ac92-d0982ce280fc 38c01231-54d8-4cc6-8b85-c2f5692e7954 01fb8357-506f-4cae-a0b2-36b62ccd26a4 91c0da84-f977-472e-b67e-0a3df5954514

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى