اعتنى ديننا الحنيف بكل ما هو مفيد للمسلمين في حياتهم وآخرتهم, فحيثما توجد المصلحة العامة للفرد المسلم يوجد شرع الله, ولقد حثنا الإسلام على النظافة سواء أكانت حسية أو معنوية فنظافة الجسد والقلب من الإيمان؛ ولذلك أوصانا رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم بالنظافة؛ فقال ففي صحيح مسلم عن أبي مالك الأشعري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “الطهـور شطر الإيمــان” (رواه أحمد ومسلم، والترمذي). جدير بالذكر أن تجويف الفم أهم وأولى أعضاء الجسد بالاهتمام والنظافة؛ حيث إنه مدخل الأطعمة والأشربة ومصدر الكلام وعن طريقه ينتقل الكثير من الأمراض. لذلك سنستعرض بعض تعاليم الإسلام برعاية الفم والأسنان. أولًا – القرآن الكريم يوصينا بالنظافة والتطهر بوجه عام: نستعرض بعض آيات الذكر الحكيم التي تحثنا على الطهارة والنظافة للجسد والروح. فيقول الله تعالي 1- ﴿ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) ﴾ المدثر. الآية (3،4), 2- ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾ الأعراف الآية (31), 3- ﴿ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ ﴾ البقرة. الآية (222) 4- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ) سورة المائدة الآية (5). وغيرها الكثير من الآيات التي تحث على الطيب والتطهر في جميع نواحي الحياة. ثانيًّا- السنة النبوية الشريفة تُوصينا بتنظيف الفم والعناية به: فكان النبي عليه الصلاة والسلام يستخدم السواك, والسواك هم كل ما يستاك به أي يدلك به الأسنان وشرعًا هو عود من شجر الأراك أو نحوه من الأشجار المشابهة وحديثًا تُعد الفرشاة سواكًا. توجد الأحاديث الكثيرة التي تُوصينا بالعناية بنظافة الفم والأسنان, نستعرض بعضها. 1-عن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: ” السواك مطهرة للفم مرضاة للرب” (رواه أحمد والنسائي والبيهقي), 2- عن عائشة رضى الله عنها قالت: ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرقد من ليل فيستيقظ إلا تَسَوَّك ” (رواه مسلم). وغيرها من الأحاديث التى وردت في فضل السواك. بعث النبي صلى الله عليه وسلم والناس يستعملون السواك فأقرهم على السوااك لما له من تأثير على طهارة الفم وصحة الإنسان, ومن ذلك يتضح لنا حرص النبي صلي الله عليه وسلم على طهارة وصحة الفم والأسنان. وختامًا – اعلم أخي العزيز أن الاهتمام بصحة الفم والأسنان ليس نوعًا من الرفاهية والكماليات, بل من الضرورات والواجبات، الاعتناء بصحة الفم والأسنان سهل وبسيط ومع المداومة عليها يصير سلوك حياة ينعكس بالإيجاب على الصحة العامة حيث إن جسد الإنسان وحدة متكاملة إذا مرض عضو يؤثر على بقية الجسد. لذا أوصيك أخي العزير باستعمال السواك و فرشاة الأسنان ويفضل كليهما وكذلك الخيط الطبي للتنظيف بين الأسنان, وفي هذا اتباعًا لهدى النبي صلي الله عليه وسلم وللفائدة الطبية المرجوة من ذلك. وأرجو من الله العلي القدير أن يُديم علينا وعلى المسلمين جميعًا الصحة والعافية – اللهم آمين.
د/ علاء مصطفى عطيه