حمود الفقيه

شوارعنا بأي ذنبٍ شُوهت

الحمدلله سنظل في حفاظٍ على الخشونة، وسنطبق قول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “اخشوشنوا فإن النعم لاتدوم”، والفضل في ذلك للشركات القائمة على تنفيذ المشاريع التنموية في المدن والأرياف . شركات تشق الشوارع لتنفيذ المشاريع وتعيدها في أسوأ حال حتى عادت شوارعنا كجلد تمساح هي أقرب للطرق الترابية منها للطرق المعبدة، لايقر للمركبات عليها قرار، فساد ظاهر للعيان؛ فكيف بالمستتر تحت الأرض من الفساد؟! شركات تريد منا الحفاظ على الخشونة، وتراهن على ذلك مهما ركبنا من سيارات فارهة ستظل تتمرجح على الطريق، تقفز وتتقافز وتميل يسرة ويمنة، وكم تحزنني شوارع العاصمة المقدسة لأنها تعكس صورتنا أمام ضيوف الرحمن الذين يأتون البيت الحرام من كل فج عميق يأتون من كل مكان وطوال أيام العام، وعزانا في ذلك إنا سنعودهم على الخشونة خلال فترة إقامتهم عندنا، وسيشعرون بأننا لا نبالي بالحفر والمطبات في شوارعنا، فنحن أسيادها وفرسانها، بل ونشكر الشركات العملاقة والمتخصصة في بهدلة الشوارع لحرصها على إكسابنا المرونة وتذكيرنا برحلات أجدادنا وظهور الإبل أيام القوافل، شكرًا لكل المراقبين للمشاريع وشكرًا للمستلمين لها فإعادة الطريق كي يكون مريحًا سيجعلنا شعبًا مرفهًا لايصلح للحياة، علمتنا شركاتنا الموقرة السباحة في برك الماء، لم نعد في حاجة للمسابح، فقط علينا انتظار موسم الأمطار لنسبح في كل شارع وفي كل حي وفي كل طريق. ليس ذنبًا أن تشوه شوارعنا في أحياء المدن، ولن يزيد أمر التشويه فداحة المطبات الاصطناعية والتي أصبحت ظاهرة، عند المدارس والتقاطعات، ولن نتعلم من الآخرين، ويتولى حارس المدرسة تنظيم حركة المرور أمام المدرسة عند دخول الطلاب والطالبات وخروجهم فساعة تنظيم عند دخولهم المدارس وساعة أخرى عند خروجهم تكفينا مؤونة تحمل تلك المطبات طوال أيام العام حتى والطلاب في إجازة نهاية العام، ونحن نشقى بتلك المطبات، والتقاطع الخطر يُغلق أو يقام فيه إشارة ضوئية. إلي متى ونحن نحمل مرتادي الطريق كل التبعات؟! تعبت أجسادنا، وتعطلت مركباتنا، ونستمر نردد السؤال : شوارعنا بأي ذنب شوهت ؟ صورة مع التحية لمسؤولي الطرق وصورة أخرى مع التحية للأمانات والبلديات، وصورة ثالثة مع التحية لرؤساء المجالس البلدية وأعضائها، لعلهم يجتهدون لتصحيح الوضع أو ينصحونا بالعودة لزمن اللواري .

حمود أحمد الفقيه

عضو الجمعية السعودية للسلامة المرورية “سلامة”

حمود احمد الفقيه

تربوي متقاعد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الله المستعان
    فعلا شوارع مكة يندى لها الجبين واصبحت اهم اسباب خراب المركبات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى