(مكة) – متابعة
قال الباحث الفلكي الدكتور خالد بن صالح الزعاق إن الاثنين (25 أبريل 2016)، هو أول موسم الكنة، وهي لفظة مأخوذة من الشيء المكنون؛ أي المخفي، ومنه الكنز المكنون، وهو الشيء الغالي المخفي.
وبين الزعاق أن “الكنة” تسمى أيضًا “كنة الصيف” أو “كنة الثريا”، وهو الموسم الفاصل بين الصيف الهازل والصيف الجاد.
وتعرف الكنة بتزهير الأشجار الشوكية، مثل العنظوان، والحرض، والشفلح، وكذلك باصفرار بطون الضبان. والكنة من بين مواسم السنة يتصف بالمفاجآت من حرٍ ومطرٍ وغبارٍ، ومدته أربعون يومًا، وهي خفاء الثريا عن الأبصار من باب الاصطلاح. ومن باب الواقع بقي على اختفائها 10 أيام، وتظل في سباتها مدة أربعين يومًا اصطلاحيًّا.
أما من ناحية الواقع فتختفي قرابة أسبوعين؛ وذلك بعد أن تلتهمها الشمس بلسان شعاعها، ثم تظهر مرة ثانية بالجهة الشرقية قبيل شروق الشمس. وأمطار الكنة تتصف بالغزارة، وسحبها مطرزة بحبات برد، ومشوبة بقصف الرعد ووميض البرق.
وهي آخر الأمطار الصيفية، وهي أمطارٌ تطيل فترة اخضرار الربيع، ولا تنبت نباتات جديدة، وتحيي السبط، والعرفج، والثمام، والسخبر، والضعة، والشيح، والقيصوم، ولا تنفع جوف الأرض؛ لتشكل الحزام الحراري تحت وجه الأرض الذي يعمل على تبخير المياه بسرعة مهما كانت غزارتها. ونتيجة لهذا التبخر الشديد لوجود الحرارة الأرضية والجوية، تتشكل لدينا السحب المحلية سريعًا.
وأوضح الزعاق أن “في موسم الكنة يبدأ شمال الهند يصدر منخفضًّا جويًّا يسير عكس عقرب الساعة، ويمر بمحاذاة بحر قزوين وصحراء إيران الملحية، ثم إذا وصل إلى منطقتنا يضغط عليه جو البحر الأبيض المتوسط، فيرتد إلينا بشكل ريح شمالية غربية قادمة من الصحراء، مثيرة للغبار والأتربة، وهذا ما سنعيشه خلال الأيام القادمة، وفيه تنضج الضبان ويطيب أكلها، وتهيج الحيات والعقارب وجميع الهوام السامة وتخرج من مخابئها” ، وفقاً لـِ”عاجل”.