(مكة) – متابعة
وسط استحواذ الإعلام الجديد والرقمي على “التقليدي” في السعودية، نجح فن الانفوغرافيك من السيطرة على ذائقة القارئ والمتابع في وقتٍ قياسي؛ فقد شكل هذا الفن عاملاً مهماً وطريقةً مبتكرة ومجدية في إيصال المعلومات بشكلٍ مبسط. كما تمكن من توفير الوقت على “القرّاء الكسالى” كما وصفتهم افنان العسيري، إحدى متخصصات السوشيال ميديا التي طالبت أن يعتمد التعليم في مناهجه هذا الفن الذي يختصر الكثير من الوقت على الطلاب ويحقق المتعة لهم ويواكب ميولهم الحديثة ويغني عن الكثير من الصفحات عديمة الفائدة.
خريطة ذهنية للتعليم
المدير العام لمؤسسة ريادة الأفكار المتخصصة في صناعة المحتوى الرقمي سليمان سعد العوشن، أكد أن التعليم من أهم المجالات التي يجب تغذيتها بكم كبير من الانفوغرافيك، نظراً للفائدة العلمية الكبيرة له.
وأشار إلى أن الأقرب للإنفوغرافيك في مجال التعليم ما يسمى بالخريطة الذهنية، فهي تختصر المعلومات وتربط بينها بشكلٍ سلس لكن ما يميز الإنفوغرافيك عن الخريطة الذهنية أنها توفر البرامج التي تسهل عملية إنتاجه، إضافةً إلى المؤثرات البصرية التي يتم استخدامها فيه بشكلٍ يجعله محبب أكثر من غيره، إضافةً إلى سهولة تداول.
وقال العوشن: “في حال بذلت المؤسسات التعليمية جهداً مركزاً ورسمت أهدافاً واضحة في مجال تطوير عملية التعليم من خلال استخدام الإنفوغرافيك فسيكون له تأثير واضح وملموس على الطلاب وعلى المجتمع بشكلٍ عام؛ فالإنفوغرافيك فعلياً هو أحد مصادر التعلم الحديثة”.
وأضاف: “أصبح المحرر الصحفي والمختص في الانفوغرافيك يركز على الرسائل المهمة وكيفية إيصال قدر أكبر من المعلومات عبر مجموعة قليلة من الكلمات ربما لا تتجاوز 150 كلمة، فيما لو صيغت بالطريقة الاعتيادية فربما تتجاوز ستتجاوز 700 كلمة”.
ويعتبر الانفوغرافيك شكلا من أشكال الرسوم الرقمية هدفها تحويل البيانات والمعلومات إلى رسومات وصور تسهل وصول المعلومة إلى المتلقي تعتمد على الاختصار والإبداع في العرض.
ويتمثل استخدام الإنفوغرافيك في مجموعة من المجالات مثل:
أولاً: إيصال معلومات المنظمات وبياناتها إلى الجمهور المستهدف.
ثانياً: توجيه الرسائل التوعوية.
ثالثاً: اختصار التقارير والبيانات في صورة مختصرة.
رابعاً: توثيق أهم الأحداث التاريخية، وتسهيل العملية التعليمية.
لماذا تفوق؟
وأكد أن أهم أهداف المؤسسات التعليمية والصحفية هو الوصول إلى الفئة المستهدفة. ويمتاز الإنفوغرافيك بمجموعة أمور جعلته أحد أهم القوالب التي تستخدم للوصول السريع للجمهور وتتلخص في:
أولاً: الاختصار وتبسيط المعلومات والبيانات.
ثانياً: نشر المعلومات بطريقة إبداعية ممتعة بدلاً من النصوص التقليدية المملة.
ثالثاً: سهولة النشر والتداول عبر شبكات التواصل الاجتماعي وتطبيقات الهواتف الذكية.
ويرى العوشن أن التأثير في المتلقى من خلال الانفوغرافيك يكمن في ثلاثة أمور هي:
أولاً: الصور أو الأيقونات المعبرة.
ثانياً: اختيار الألوان ودلالاتها.
ثالثاً: توزيع العناصر في مساحة العمل.
إبداع وانتشار
من جهته، أكد متخصص في مجال الإعلام الجديد، مصطفى أبو السعود أن فن الانفوغرافيك يحظى بإقبال واسع من كثير من الجهات، بما فيها الصحف بنوعيها الإلكترونية والورقية.
وقال أبو السعود: “إن قصاصات الانفوغرافيك التي تبثها بعض الصحف تحقق نسبا عالية من المشاهدات مقارنةً بالروابط أو الصور الأخرى، وتختصر للقارئ كما كبيرا من المعلومات في انفوغرافيك واحد”.
وأشار أبو السعود إلى أن من أهم المميزات التي يجب أن يمتلكها مصممو الانفوغرافيك الاطلاع وإعطاء المصمم مساحة كافية للوصول لتصميم إبداعي. كما لا بد أن تكون مصادر الانفوغرافيك موثوقة: “البساطة في ألوان الانفوغرافيك تعطي تميزاً للتصميم. كما أن معلوماته لابد ألا تقل أهمية عن التصميم ذاته”، وفقاً لـِ”العربية.نت”.
