عندما شاهدت إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ فيصل غزاوي داخل أروقة النادي الأهلي ومعه الشيخ طلال أبو النور المشرف العام على مشروع تعظيم البلد الحرام، توقعت بأن الأهلي سوف يكون له شأنًا كبيرًا في هذا الموسم؛ بخلاف المواسم السابقة، حيث حرص مساعد الزويهري في بداية تسلمه دفة قيادة النادي على تفعيل أحد الجوانب المهمة والمغيبة داخل الأندية الرياضية وهو دور المسؤولية المجتمعية، فالأندية معروف بأنها رياضية، ثقافية، اجتماعية، واستطاع الزويهري تفعيل هذا الدور عندما وقّع عقد شراكة بين النادي وعدد من الجمعيات الخيرية ومكاتب الدعوة والإرشاد المهتمة بخدمة حجاج بيت الله الحرام؛ لأداء مناسكهم بكل يسر وسهولة. والأعمال الخيرية من أهم مفاتيح الرزق والخير وتعم بركتها على أهلها، ولعل تحقيق نادي الأهلي بطولة الدوري بعد غياب أكثر من ثلاثة عقود كان بسبب تلك الأعمال التي أبرمها الزويهري في بداية تسلمه لرئاسة النادي؛ حيث عُرف عن أبو هليل اهتمامه بالعمل الخيري والمجتمعي منذ أن كان في نادي الوحدة. وهنا لا أنكر مجهود اللاعبين ومدرب الفريق طوال الموسم، لكن الفريق بشكل عام كان يحتاج للتوفيق أو ما يسمى بالحظ الذي تخلى عنه طوال هذه السنوات وقد وُفق النادي في هذا العام وجنى ما زرعته المسؤولية المجتمعية في بداية الموسم، وبنظرة فنية سريعة نجد أن الفريق لم يتغير كثيرًا على المستوى الفني مقارنة بالعام الماضي، نفس الوجوه ونفس المدرب ولم يضف للفريق سوى لاعب أو لاعبين فقط ولكن الذي فرق مع الأهلي هذا الموسم كما أعتقد هو العمل الخيري والمجتمعي بعد تفعيل إدارة المسؤولية الاجتماعية بشكلٍ كبير. ولهذا يجب ألّا نغفل دور الأعمال المجتمعية في نجاح أي عمل، وألا ننسب الفوز لخطط المدربين وجهود اللاعبين فقط، فالعناية بحجاج بيت الله الحرام وإفطار الصائمين والعناية بحلقات تحفيظ القرآن الكريم ومساعدة المحتاجين كفيلة بتحقيق المعجزات بإذن الله.
يُحسب لرئيس الأهلي مساعد الزويهري إحضار المشايخ للنادي، واهتمامه بالعمل الخيري والمجتمعي رغم أن جماهير الفريق لا تؤمن إلا بكرة القدم فقط، فقد كانت متخوفة من تجربة مساعد لرئاسة النادي بعد قدومه من الوحدة، وعلى رأسهم الرئيس السابق أحمد المرزوقي، ولكن سرعان ما أقنعهم وأجبرهم على التصفيق قبل نهاية الموسم بجولتين. وإن كان زيارة المشايخ للأهلي لم تأخذها نصيبها الإعلامي، مثل زيارة النجم الأرجنتيني ديقو ماردونا عام 1408هـ، لكن الأهم أن الفريق جنى بركتها سريعاً وحقق حلم ثلاثون عاماً ، واصبحت الجماهير اليوم متفائله بشكل كبير بعد حالة التشائم من زيارة ماردونا، وأصبح المجانين يرون مستقبل الفريق مشرق مع الزويهري الذي أنهى مسلسل عقدة الدوري، وأعاد البسمة على شفاه الجماهير وأعضاء الشرف ومحبي الفريق.
ختامًا
مساعد بتواضع الكبار لم ينسب الإنجاز لنفسه ولكن جيره للإدارة السابقة بقيادة الأمير فهد بن خالد ولكن واقع الحال يقول بأن الزويهري هو صانع الإنجاز الكبير ويستحق الشكر والتقدير.
عبدالله أحمد الزهراني
نظره ثاقبه واتفق معك وقليل من يقف عندها مثلك
حينما توجد بيئة جاذبة..مثل بيئة النادي الأهلي بوجود الرمزالأميرخالد العبدالله.. ورئيس مثل الرجل النقي مساعد الزويهري..فلابد أن تكون الأجواء مريحة ومناسبة لتحقيق البطولات ..وخاصة بطولة الدوري الغالية..أشكرك أستاذ عبدالله على هذا الإنصاف.. وعلى هذه الموضوعية.
موضوع المقال مفرح جداً بل مبشر بالخير ، آن الأوان أن تفعل الأندية تفعيلا ينفع الشباب و المجتمع و لا يقتصر دورها على كرة القدم فقط بل تشمل كل الرياضات و أخيرا أن يكون لها دور في محاربة التعصب الرياضي . أمتعتنا و أفدتنا أخي عبد الله .