المقالات

سناب فات ..!!

“سناب شات” أحد برامج التواصل الاجتماعي، والذي سلب لُب الكثير من الجنسين في بلادنا، خلال فترة وجيزة من بدء انتشاره؛ ولذلك هو برنامج تواصل فيما بين الناس فيما يُفيد، وحينما يُستخدم فيما لا يُفيد، فعندها يتحول إلى إشكالية كبرى يعيشها صاحب السناب نفسه، ومن يعيشون معه أو في محيطه !! فمنذ انتشار التقنية بكافة وسائلها، دائمًا يوجد أُناس يستخدمونها على غير مُرادِها، بمعنى تكون التقنية وبالًا عليهم. فذلك لعمري من سوء الاستخدام، والذي يجعلنا نحتار، لِمَ دائمًا فِئام من الناس يُسيئون الاستخدام بطريقة سيئة ؟ كما يحدث مع مستخدمي السناب شات ..!! لا نستغرب حينما تقف لدى مركز تسويق “حتى لو ميني ماركت ! ” فتجد من يخرج خارج المحل، ويصور اللوحة، ويصور جُنبات المحل من الخارج، ومن الداخل وسط ذهول من الناس، والمارة!! وإذا معه أو معها أحد أبنائها؛ فهي تقوم بتصويره، وتصوير كل ذلك، ومن ثم تكتب للقروب، بأنه أو أنها تتواجد الآن عند محل كذا، وهي تتسوق الآن بصحبة ابنها. وهذا المشهد رأيته بنفسي قبل أيام، وهو مُشاهد لدى النساء أكثر منه لدى الرجال، بل ربما يكون حِكرًا على النساء وحدهن. وقِس على ذلك حينما تكون الأجواء مُمطرة (مع أنه استخدام الجوال في المطر فيه خطورة على صاحبه) أو فيه حادث في الطريق أو مُضاربة ، إلخ …!! لا أعلم حقيقةً ما هي الفائدة من ذلك التصوير، خاصةً تصوير المحل وجوانبه ؟! هل هو إعطاء أعضاء القروب التفاصيل عن تحركاتنا اليومية المُعتادة، أم أننا لا نُريد أن يفوتنا شيئًا دون أن نوثقه حتى لو كان غير مُهم ..؟! وخِتامًا .. السناب شات تحديداً عَرًّا، ومازال يُعري حياتنا بشكلٍ مُخيف في كل تحركاتنا في بيوتنا، وفي احتفالاتنا، وفي سفراتنا، وفي كل حالاتنا، وما بقي إلا أن نُوثِق حياتنا في غُرف نومنا أو في الأشياء التي لا تليق، ويمنعني الحياء أن أكتبها !! ألهذه الدرجة أنتجت لنا تلك التقنية المفيدة أُناسًا تافهين ؟! لا هم لهم إلا تصوير مشاهد من تحركاتهم، وكثير من أمور حياتهم، والتي لا داعي لها ..!! أتمنى من هذا المنبر أن نُعيد النظر في استخدام وسائل السوشيال ميديا كالسناب ونحوه، بطريقة صحيحة ومُفيدة، دون تلك الصور السيئة المُسيئة، والتي شوهت خصوصيات مجتمعنا المُتكاتف “سابقًا!! ” ونشرت غسيل بيوتنا دون رادِعْ مِنْ دين أو خُلُق ..!!

ماجد الحربي ..

كاتب صحافي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى