عبدالرزاق حسنين

هل يقرأ المعنيون صحافتنا !؟

(كتبنا وما كتبنا..كتبنا مية مكتوب ولا حدن جاوبنا..ويا خسارة ما كتبنا !)، ما أجملها من كلمات شدت بها فيروز لبنان الماضي، ذلك البلد الذي كان لجماله يرتاده أثرياء العرب وغيرهم، وليس المجال للبكاء على أطلال مزقتها أحزاب فرقاء صنعهم دخلاء على ذلك البلد الشقيق، ولكنني أبكي صحافتنا التي تطالعنا بين الفينة والأخرى، وقد أنهكت صناعتها أقلاماً وأعلاماً سخرت جل وقتها للكتابة في حب الوطن، نعم إنها الصحافة وقد ألبسها سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله تاجاً مرصعاً بالقول تأكيداً :(إن الإعلام جزء مهم في تحقيق رؤية المملكة 2030 لتقييم أداء الحكومة والوزارات وأعمال الوزراء وكل الجهات المسؤولة، وإن الإعلام جزء مهم في تقييم الرؤية والتأكد أن الجميع يسير بشكل صحيح لتحقيق الأهداف المرجوة)، كلمات شامخة أجزم إنها أكسير الحياة لصحافتنا، بل إنها قبلة الحياة التي تعيد لها بعون الله أنفاسها بعد أن أوشكت على الفراق، ولكل إنسان منّا في هذه الحياة رسالة يؤديها، فرسالة الكاتب سامية لأنه مؤتمن لإيصال الحقيقة غير المزيفة والبعيدة عن الثرثرة والنزعات الشخصية، للمساهمة في نهضة المجتمع وحثه على أداء ما اؤتمن عليه، وقد يرضى بعضهم ويسخط الآخر، وفي كلتا الحالتين يجد الكاتب معنى وقيمة للمجتمع الذي يعيشه هو والآخرون، وفي الحالة الثالثة يعيش بعض الكتّاب حالة من اليأس، إيماناً منهم بالمثل الموروث:( ننفخ في قربة مخرومة) أو (نصرخ في وادٍ لا صدى يسمع)، فما تلبث أن تجف أحبار أقلامهم وتضمحل في وادٍ من النسيان، بحثاً عن راحة البال التي يفتقدها من عشق الكتابة بأفكار تداهمه عند سكرات النوم لتقلق مضجعه، إنها الصحافة وأجمل ما فيها جنون وفنون !، وقد تهوي بمن لا يحسن التجديف إلى منزلقات وظلمات، حفظنا الله من كل مكروه، ولكن وبعد أن كتبنا ونكتب ويكتب الآخرون على إمتداد الوطن، هل يقرأ المعنيون ما تسطره أقلامنا، بل هل يتقبلون منا النقد البناء؟ إيماناً ويقيناً بأننا شركاء في تحقيق تطلعات ولاة الأمر الهادفة للوصول بالوطن إلى مصاف الدول المتقدمة في كل مجالات الحياة، ويراودني الشك كثيراً في أن بعض المسؤولين لا يقرأون أو يميلون إلى قراءة ما يتلذذ به النظر، على الصفحات الموشحة بالألوان الزاهية المغلفة بالتاء المربوطة أحياناً، وفي الختام أستأذنك عزيزي القارئ بإرسال برقية تعقيبية عاجلة للمسؤول الذي وعد كاتب المقال بمصاحبته في جولة ميدانية تفقدية، وحتى تأريخه لم يوف بالوعد لإنشغاله بهموم المنطقة وقد داهمتها الأمطار، وبعض الطل يكشف المستور !

 عبدالرزاق سعيد حسنين

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. إن قرأوا فهم شركاء في التصويب والتصحيح ، وإن لا، فهم لم يدركوا معنى النجاح الحقيقي والرؤية الشمولية.
    ودورنا نظل نكتب حتى نكون اوفياء للنجاح.

  2. لو كان المسؤل يتقبل النقد لما كان حال الضعفاء من الموظفين ينقل من قسم لقسم او يحرم من اجازه او يخصم عليه عشره دقايق تاخير صدقني اخي الكاتب قال سمو الامير محمد بن سلمان حفظه الله لوكان الملك وولي عهده راضيين عن مكافحة الفساد لما اقيل رئيسها في خلال سنه واحده ولكن الله موجود وحسبي الله ونعم الوكيل افضل دعوه ليبعد الله عنا الفاسدين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى