عبدالرحمن الأحمدي

المستقبل.. سباق بين الكارثة والتعليم

في ملتقى تعليمي أقيم على منصة كلية التربية بجامعة أم القرى ضم مجموعة من المهتمين بشؤون التريبة والتعليم من مسؤولين وأساتذة وقادة مدارس حول موضوع (التكامل بين التعليم العام والتعليم العالي لتحقيق رؤية المملكة لعام 2030). تفضل من خلالها فيها الأساتذة الأفاضل بطرح وجهات نظرهم عبر خبراتهم الطويلة في مجال التربية وبحكم التخصص بطبيعة الحال، فالجميع أكد على دور التربية وأهمية التعلم للفرد ، مع التأكيد على أهمية تفعيل الأمن الفكري لأ بنائنا الطلاب،وهذا ما ينبغي التركيز عليه، والقيام به خاصة في ظل هذه المرحلة المهمة في حياتنا على ثرى وطننا الغالي، وهي مسؤولية عظيمة لا نلقي بمهامها على المجتمع التربوي والتعليمي فقط، بل هي واجبات ملزمة لكافة أطياف المجتمع من : الأسرة أولا .. إلى المسجد .. إلى مراكز الأحياء .. إلى العمدة .. إلى الجامعات .. إلى كل من له علاقة بالنشء، وهذا حقيقة أشار إليه مسبقا القائمون في الوزارة في من خلال البرنامج الوقائي(فطن).هذا؛ وقد لفت النظر تحميل أحد المحاضرين لقادة المدارس والمعلمين، مسؤولية الطلاب في كل الأمور حتى خارج سور المدرسة، وهذا ما ذكرني بموقف مشابه قبل أكثر من عشرين عاما،ومن باب الشيء بالشيء يذكر وفي حديث جانبي لأحد مديري التعليم، وفي مناقشة طويلة له مع أحد أعضاء هيئة التدريس بالجامعة، وكان محور حديث الأستاذ الجامعي حول اتهام مدارس التعليم العام بضعف المستوى التحصيلي للطلاب المقبولين في الجامعة، فكان الرد عليه بأن من قام بتدريسهم في حقيقة الأمر معلمون في الأساس هم طلاب متخرجون من الجامعة، واختتم رده بأن قال: هذه بضاعتكم ردت إليكم..!!وعليه لو كل جهة في الوزارة رمت بالمسؤولية على جهة أخرى لم نخلص من هذه الاتهامات المتبادلة ولم نخلص من هذه النغمة الثقيلة، وعدناإلى المربع الأول، وفي حالة جدلية فلسفية مستمرة لا تنتهي،ولا تسمن ولاتغني من جوع.

ولا خلاف في عظم الأمانة الملقاة على عاتق القادة، ولكن يبدو أن الجميع يتناسى أن المدرسة ماهي إلا حلقة في منظومة متكاملة في دائرة التربية والتعليم، فهناك القيادة العليا متمثلة في وزارة التعليم، والقيادة الوسطى متمثلة في (إدارة التعليم) .. وأخيرا القيادة الدنياوهي متمثلة في(قيادةالمدرسة)فينبغي تكاتف وتآزر تلك القيادات فيما بينها، ومن أعلى إلى أدنى، فالقيادة العليا تشرع وتخطط، والقيادة الدنيا تنظم وتصدر، والقيادة الدنيا تنفذ وتعمل، ويفترض ذلك بإمكانيات بشرية ومادية فائقة، وبتفرغ حقيقي لقائد المدرسة، فلا نجده في اليوم الأول وقد ارتدى جلباب القائد التربوي، وفي اليوم الثاني وقد ارتدى جلباب المسؤول الفني، وفي اليوم الثالث وقد ارتدى جلباب الوكيل التجاري، وفي اليوم الرابع وقد ارتدى جلباب المشرف المقيم، وفي غيرها من الأيام يلبس الجلابيب المناسبة لطبيعة عمله، وهكذا في بقية أيام السنة يلبس ما يناسبه من هذه الجلابيب الوظيفية الفضفاضة..فكان الله في عونه، فيجب أن يعفوا قادة المدارس من هذه الأعمال الجانبية، والتي هي ليست بصلب العملية التربوية والتعليمية، ليكون صاحب مهام محددة بدلا من أن يدخل في مهام قد لم يمارسها من قبل في حياته الخاصة.

وعودا على بدء، لاسم المقال المقتبس من كاتب بريطاني ورد ذكره في ثنايا الملتقى وحيث ما يريده الجميع من مستقبل مشرق وفي ظل التحول الوطني الموفق بإذن الله تعالى ووفق (رؤية 2030) .. وهي إعلان رؤية المملكة العربية السعودية ومضمونه سيكون(مواكبا لرسالة التعليم ودائمالمسيرتها، لبناء جيل قادر على تحمل المسؤولية واتخاذ القرار مستقبلا، وانطلاقا من هذه الرسالة جاءت الرؤية لتوفير فرص التعليم للجميع في بيئة تعليمية مناسبة في ضوء السياسة التعليمية للمملكة، ورفع جودة مخرجاته، وزيادة فاعلية البحث العلمي، وتشجيع الإبداع والابتكار، وتنمية الشراكة المجتمعية، والارتقاءبمهارات وقدرات منسوبي التعليم..)
فيجب أن تكون هناك ورش عمل دائمة تنطلق من عمق الميدان بوجود نخبة متميزة من شاغلي الوظائف التعليمية، وبمشاركات فاعلة من المشرفين التربويين، وبرعاية ومتابعة من إدارة التعليم، وتعاون مثمر بين التعليم العام ممثلا بمن ذكر ، وبين التعليم العالي ممثلا بالجامعة وبحضور المهتمين بالشأن التربوي والتعليمي من أساتذة التدريس في الأقسام ذات العلاقة..دعواتنا الخالصة الصادقة لكل من يهمه أمر التربية والتعليم في هذا البلد المبارك بالتوفيق والسداد.

عبدالرحمن عبدالقادر الأحمدي

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. مقال رائع..
    سلمت اناملك..أبا محمد
    اتمنى أن يصل هذا المقال إلى المحاضر وغيره ممن هم على شاكلته وأن يجيب على السؤال
    لماذا انتقل هو وغيره إلى التعليم العالي..لماذا لم يبقى في التعليم العام ويعمل على اصلاحه على(حسب قوله)؟
    لماذا لم يتفوه بهذا الكلام عندما كان معلما يوما ما ؟
    المفترض أن يوجه لومه للوزاره
    فعلا أصبح المعلم شماعه يعلق عليها كل خطأ

  2. المدرسة ماهي إلا حلقة في منظومة متكاملة في دائرة التربية والتعليم –

    كلام عقلاني

  3. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لافض فاك ايها الاستاذ القدير متألق كما عودتنا فهل من مجيب.

  4. اولا يهيئون المدارس لتصبح مكان يفرض احترامه على الطالب والمعلم ولنا في ذلك مدارس ارامكوا كمثال.
    اما المباني الحالية فهي كالكهوف ، والكهوف عادة ما يخرج منها الا الخفافيش والدواب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى