تناقلت الصحف المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي شهر رجب الفائت وفاة الشاعر الكبير سعد بن جذلان الأكلبي أسكنه الله فسيح جناته. وتطرق المتحدثون إلى مسيرته الشعرية وإبداعاته وتميزه في مجال الشعر الشعبي، بيد أن الكثير لايعرف الشاعر سعد قبل أن تتناوله وسائل الإعلام على شكلٍ واسع، وهي سيرة معظم المبدعين إذ يظل المبدع مجهولًا مغمورًا للعامة معروفًا للخاصة وأهل الاهتمام، وبمجرد رحيله عن الدنيا يصبح علمًا شهيرًا يعرفه كل الناس، ويصبح التكريم بعد موته اعترافًا منا بالتقصير وليس تكريمًا بالمعنى الصحيح، والواجب أن يكرم المبدع في حياته وهو يسمع ويرى ليتذوق نشوة التكريم في حياته الذي يشجعه على استمرارية العطاء والتجديد، وكما أن التكريم المادي من الضرورات لبعض المبدعين، الذين يعيق تقدم مسيرتهم الإبداعية العراقيل المادية، ولاسيما ونحن نعيش عصرًا ماديًّا من كافة الوجوه تتوقف فيه الحياة حيثما تتوقف المادة، فأكرموهم أحياء فالأموات لايحتاجون إلا رحمة أرحم الراحمين.
أخيرًا إذا مت ظمآنًا فلانزل القطرُ.
سعود بن عايد الدبيسي