عندما نبحث ونتعمق في تاريخ نجد أمامنا المعالم والأثار، وكذلك بلادنا ولله الحمد دولة كبيرة مترامية الأطراف وأيضًا تتأمَّل في هذه الأثار التاريخية تجد واقعًا آخر. قبل أيام ذهبت أنا ومجموعة من زملائي شمال شرقي محافظة رنيه لفت نظري معلمًا تاريخيًّا العظيم الدخول وحومل أحد المعالم التاريخية شمال شرقي محافظه رنيه، ثم أقبلنا على الدخول وهو هضب أي مجموعة هضبات صغيرة متناثرة قرب بعض، وهي جرانيتية التكوين فاتحة اللون ويقال عن الدخول وحومل أن شهرة الدخول أكثر من حومل سببها الرئيسي وجود مورد قديم وسط الهضب يكاد أن يكون الوحيد هنا. وإن يك ليلي طال بالنير أو سجا فقد كان بالجمَاءِ غـيرَ طـويلِ ألا ليتني بدلتُ سلعاً وأهـلـه بدمخ وأضراباً بهضب دخـول، وكان محطة للحجاج من الأفلاج كما ذكر الهمداني بعد الجولة في هضب دخول اخترنا أنا وزملائي أن تواجهنا بعد ذلك الهضبة الصاقب؛ حيث مررنا بهضبة صغيرة بالقرب منه وصعدناها وتفحصنا مظاهر الطبيعة القشرية ثم بعد ذلك بدأت هضبة الصاقب، وهي واقعة وهي قطعة من الأرض. ذكر المؤرخون أن الأرض المنبسطة البيضاء بجوار صاقب كانت مسرحًا للقبائل العربية للاقتتال بينهم أيام الجاهلية، هناك دراسات علمية وتاريخية تشير أن هذا الدخول وهذا الجبل المسمى حومل هما المقصودان في قصيدة امرؤ القيس لا نستطيع الجزم بذلك. فهناك عدة أماكن تسمى الدخول في الطبيق وفي رمال الدهناء وهي غير صحيحة ومؤكدة صحيح هو يقع شمال شرقي محافظه رنيه الذي يعتبر الحد الفاصل بين محافظه رنيه ومحافظه عفيف. كما ذكرها الهمداني في كتابه المشهور وقد تغنى امرؤ القيس بتلك الديار لمن الديارُ غشيتها بسحامِ فعمايتين فهضبِ ذي أقدامِ فصفا الأطيط فصاحتين فعاشم تمشي النعاج بهِ مع الأريامِ دارٌ لِهِرٍّ والرَّبابِ وفَرْتنَى ولَمِيسَ قبلَ حوادثِ الأيامِ كانت الرّحلة فيها بعض المتاعب استمرت يومًا بأكمله بين جنباتها الكثبان الرملية المخيفة، جميل أن يكون لنا تاريخ بهذا الروعة والجمال مقرون بجمال الطبيعة ونعمة الخالق، لكن يبقى السؤال المحير لنا من كتاب ومؤرخين أن هذه المعالم التاريخية بالحاجة إلى دراسة حقيقية من متخصصين؛ فلماذا لاتجد الاهتمام من المسؤولين؟!؟
محمد سعد آل ماضي