منذ قرابة العقدين تفشت ظاهرة تمزيق وإلقاء الكتب الدراسية بشكل سنوي ومستمر لمرتين خلال العام الدراسي؛ حيث اعتاد أبناء المدارس على تلك الظاهرة السلبية والبالغة الخطورة من عدة نواحٍ. لعلني أترجمها من ثنايا مقالي هذا بعدة محاور حيث يأتي في مقدمة وأبرز تلك المحاور القطيعة لأجيالنا بكل ما تعنيه الكلمة لثقافة القراءة ومدلول التثقيف بخصوصه، ثم ازدراء النعمة التي لم يجدها الأغلبية في العالم الذي نعيشه مع ضعف أدوات الرقابة من الجهات ذات الاختصاص حيث تكلف تلك المناهج الدراسية والكتب المطبوعة والتي اجتهدت شخصيًّا في رصدها مع بعض الجهات بما لا يقل عن 100 مليون مطبوع، ومقرر للفصلين الدراسيين في مراحل التعليم العام. أقول تكلف كل عام ما لا يقل أيضًا عن المليار والنصف ريال بلغة الأرقام من حيث التأليف والنشر والطباعة والتدقيق، وغير الحسبة الأخرى التي قد لا أعرفها أنا وأنتم، وهذا يعني ميزانية لإحدى الدول في تعليمها بالكامل وليس بطباعة الكتب فقط ناهيك عن مخالفة ما تم تعليمه للطلبة بالمدارس من الحفاظ على الكتب، وديدن القراءة وأهميتها وحب العلم وعدم الإسراف وغيره مما تعلمه الطلبة من مفيد وجديد. ومن ثم بدأت المخالفة الصريحة عكس ما نقوم بتعليمه لهم، ولعل هذا يعطي لنا أن هناك خللًا ليس تربويًّا فقط، وإنما من النواحي النفسية كذلك التي يجب تسليط الضوء عليها عاجلًا من خلال المدة الزمنية التي تسبق أداء الاختبار وقبل انصراف الطلبة إلى الإجازة؛ فهل لنا من وقفة تربوية اجتماعية لهذا الشأن؟!>
عبدالله مكني – كاتب وتربوي