أبرزت في ملتقى فعاليات الإعلام السياحي الـ33 المنعقد بالمنطقة الشرقية، كثافة عمق التاريخ وعبقه في مصيف عروس السياحة العربية، الطائف اللطيف، فمنها أشرقت السياحة فتألقت وفاقت بمناخها المعتدل وتضاريسها الساحرة، وطبيعتها المتباينة الطبوغرافية بأرخبيل الغابات الكثيفة والقمم الشامخة والسهول الواسعة المُزدانة بالأزهار البرية في مواسم الأمطار. فهي عاشقة للغيم، باحتضانها لمخزون مائي كبير، وتربتها الخصبة، وطقسها الخلّاب، وتميز موقعها الاستراتيجي، بأنه ملتقى لعدد من الدروب، فهي منافذ بين المناطق الثلاث الوسطى والجنوبية والغربية، والملاصقة لمكة المكرمة، وأصبح يطلق عليها بستان مكة؛ لشهرتها بإنتاج العديد من الخضراوات والحبوب، والفواكه المتنوعة، ووصفها الحموي في معجمه، أن ثمار الطائف تشبه ثمار الروم، وأنها بقعة من أرض الشام، وأخذت فواكهها شهرة عالمية. فأصبحت تُقام بها مهرجانات عديدة، كمهرجان الرمان، والعنب، واللوزيات، وغيمة وعسل، ومهرجانها الدولي الورد الطائفي، كما زخرت بسجل حضاري حافل من الأثار من مساجد وسدود، وقصور، وقلاع وأصبحت مضيئة في جبين الزمن، متوشحة عباءة التاريخ، مستنبتة الأساطير. وأصبحت في ذاكرة العقل العربي، بكرنفالها الثقافي، سوق عكاظ، الذي امتزجت به التجارة ببريق الإبداع الشعري، كل هذا جعل منها منتجعًا رفيع المستوى، وأصبحت مدينة متعددة الوظائف، جاذبة للسواح من داخل المملكة وخارجها.
أ.د عائض بن محمد الزهراني