نبدأ حديثنا بسؤال بسيط لماذا يجب أن يكون فمنا نظيفًا بصفة دائمة؟ قد تكون الإجابة لمنع التسوس أو لمنع التهابات اللثة أو لمنع الرائحة الكريهة للفم, هذه إجابة ناقصة, فنظافة الفم هي مرضاة للرب كما قال النبي صلى الله عليه و سلم: (السواك مطهرة للفم ومرضاة للرب), وصحة الفم مهمة لصحة الجسم حيث إن الجسد كله وحدة واحدة إذا مرض عضو تأثر به سائر الأعضاء.
أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن الأمراض النظامية مثل السكري وأمراض الدم ونقص المناعة تزيد من خطورة أمراض الفم والتهابات اللثة وتكون الخطورة أشد إذا كان الفم غير نظيف؛ حيث تزداد البكتيريا بالفم وتشتد خطورتها على أنسجة الفم والعكس بالعكس.
وأيضًا التهابات اللثة والأنسجة الداعمة للأسنان تزيد من خطورة أمراض القلب وتؤثر سلبًا على مرض السكري حيث يقل الاستجابة لمستقبلات الأنسولين مما يزيد من خطورة مرض السكري وأيضًا تؤثر سلبًا على السيدة الحامل. حيث أثبتت الدراسات الحديثة أن نسبة الولادات المبكرة تزداد في السيدات المصابات بالتهابات الفم واللثة على وجه الخصوص. والآن نستعرض المحافظة على صحة الفم والأسنان في الخطوات التالية:
1- التغذية السليمة: احرص أن يكون الغذاء متوازنًا وصحيًّا بمعني أن تكون نسبة الدهون والسكريات والنشويات والبروتينات نصف الوجبة والنصف الآخر خضراوات وفواكه. وتجنب الإكثار من السكريات والأطعمة اللزجة لأنها تزيد من نسبة التسوس. والمياه الغازية والحمضيات لأنها تؤثر على مينا الأسنان وتنزع الأملاح منها. 2- المضمضة: هي سنة من سنن الوضوء تعمل على إزالة الأطعمة العالقة بالأسنان، وتقليل نسبة البكتيريا وإفرازاتها بالفم. فبعد تناول أي طعام أو مشروب مثل العصائر والشاي والقهوة وخلافه يجب الإسراع بالمضمضة؛ مما يؤدى لإزالة فضلات الطعام وبقايا المشروبات مما يؤدى لتقليل فرصة نمو البكتيريا بالفم. 3- استعمال السواك وفرشاة الأسنان والخيط الطبى وغيرها: هذا أمر مهم لإزالة اللطعة البيكتيرية من الأسنان وبواقي الطعام وتدليك اللثة وزيادة الدورة الدموية باللثة, مما يقلل من نسبة تسوس الأسنان وتكون اللثة في حالة صحية. 4-الكشف المبكر على الفم والأسنان بشكل دوري لتجنب حدوث أي أمراض بأنسجة الفم والأسنان. 5- الكشف الدوري على أعضاء الجسم والتحاليل الطبية: وهذا مهم لاكتشاف أي مرض بالجسم قد يؤثر على أنسجة الفم مثل مرض السكري وغيرها. 6- التحكم والمكافحة للأمراض المزمنة: مثل أمراض السكري والتهاب الكبد الوبائي والفشل الكلوي وأمراض الدم مثل نقص الخلايا البيضاء وهشاشة العظام وغيرها؛ حيث إن هذه الأمراض لها المردود السيئ على صحة الفم والأسنان. 7- الإسراع بمعالجة أمراض الفم والأسنان: لمعالجة التسوس وأمراض اللثة وتركيب الأسنان المفقودة، وغيرها من العلاجات اللازمة لصحة الفم والأسنان. 8- تجنب العادات السيئة مثل التدخين والكحولات ومضغ التبغ والقات؛ حيث أثبتت الدراسات الحديثة خطورة هذه العادات على صحة الفم والأسنان. 9- تفريش اللسان: وهذا بتدليك اللسان بفرشاة الأسنان لإزالة الخلايا الميتة وبواقي الأطعمة والأشربة من سطح اللسان الخشن؛ مما يؤدى لتقليل نسبة البكتيريا وتنشيط الدورة الدموية باللسان. 10- استعمال فرشاة الأسنان بطريقة صحيحة مرتين يوميًّا والسواك ثلاث مرات يوميًّا واستعمال الخيط الطبى كل 48 ساعة على الأقل, والالتزام بهم كسلوك حياة. 11-لا تنم وفمك غير نظيف: حيث ينام الفرد حوالى 6 ساعات تقريبًا ويقل إفراز اللعاب مما يعطي الفرصة لتكوين طبقة اللطعة البكتيرية وتخمر الطعام، وزيادة إفرازات البكتيريا الضارة وتكوين روائح كريهة بالفم. وختامًا: فالمحافظة على نظافة الفم والأسنان فيها مرضاة لله وفائدة للجسم كله فهو مكسب دنيا ودين. قد يكون الالتزام بنظافة الفم والأسنان شيء عسير على النفس، ولكن إذا أدرك الإنسان مدى الفائدة من ذلك كان أشد إصرارًا على نظافة فمه وأسنانه.
وأرجو من الله العلي القدير أن يُديم علينا وعلى المسلمين جميعًا الصحة والعافية – اللهم آمين.
د. علاء مصطفى عطيه