الصحفي المتجول
(لاتمر) مناسبة أو ذكرى عالمية أو حتى (أخرطية) إلا ونصر على الاحتفال بها بحجة مشاركة دول العالم بهذه المناسبة العظيمة ..وإن كان معظمها غريب عنا ولايتفق مع عاداتنا وتقاليدنا مثل ذلك عيد (الحب المعروف بالسيد فالنتاين ). ولم يتبقَ لنا سوى اختراع مناسبات جديدة تُضاف إلى سلسلة المناسبات الحالية (الطويلة والعريضة) حتى نُشارك العالم الاحتفال بها كعيد (النكد العالمي)، وعيد (التفحيط)، ويوم البكاء العالمي، ويوم (طق الرؤوس في الجدران) إلخ. وكذا إقامة مهرجانًا للتضامن مع شعب التماسيح المغلوب على أمره ونعتلي المنابر الخطابية مطالبين بضرورة تحرير شعب التماسيح من الاستعمار البيزنطي البغيض – فنشارك في تلك الاحتفالات والمهرجانات الخطابية ونقيم المآدب العامرة بما لذ وطاب من طعام وشراب بما في ذلك لحوم (مفاطيح الديناصورات)، وينتهز هواة التهريج وعلى رأسهم الأستاذ الدكتور (عاشق المايكروفونات) ومثله كثر من الذين ما إن يشاهدوا مايكرفون أمامهم إلا ويتراكضوا نحوه كما تهجم القطط الجائعة على الطعام – فيبدأ الواحد منهم بالتهريج والتطرق إلى هذه المناسبة العالمية وضرورة التضامن مع شعب التماسيح أو يلقي (عصيدة صماء) على وزن قصيدة عصماء– وليؤكد فيها للجميع بأهمية يوم (النكد) العالمي ومشاركتنا فيه تعبير عن مدى الحضارة والتقدم – ولابد من المشاركة في مثل هذه المناسبات مستندًا في ذلك إلى مقولة الخواجة (جان بن مان) الذي حث على ضرورة الاحتفاء بيوم النكد العالمي والتضامن مع شعوب (المعكرونة والبشماليا) بارتداء الملابس السوداء تعبيرًا عن مدى الحزن والنكد بهذه المناسبة السعيدة جدًا! برامج وفعاليات من سوق الحراج! عندما نستمع إلى بعض البرامج الحوارية سواءً التي تبث عبر شاشات التلفاز أو المذياع نظن أن هذه البرامج مصدرها سوق (الحراج)، ويتم نقلها عبر القمر الصناعي(خراب سات) بصورة مباشرة؛ حيث يتشاجر المتحاورون (والله عيب ياجماعة الخير) وبهذه المناسبة لم أصدق أذني وأنا أستمع إلى شجار عنيف بين متحاورين (من الطبقة المسقفة) من الأخوة الأعداء حيث كان يبث اللقاء( البرنامج الحماري) من إذاعة محترمة – وتبادل الطرفان المتحاوران السباب والتهم والتي بلغت حد القذف وكشف المستور ليتحول مقدم البرنامج إلى مجرد حكم مصارعة (يفرع بين الطرفين) المتقاتلين، ومن المحتمل تحول بعض الموجودات بداخل استديو الحراج إلى قذائف مضادة (للقروع) أو استخدام سلاح (الشلاليت) في هذا الحوار الشوارعي الناجح!
أحمد سعيد مصلح