منذ أن كنا صغارا نسمع ببراءة تلك المقولة الشعبية ، (أبها البهية .. تخلي الكهلة صبية) ومعناها : أن تلك المدينة التي تتربع على قمة جبال السروات تلفها
أشجار وارفة
وجداول مائية
و هواء عليل
وضباب ساحر
تجعل كل من يزورها
يعود شبابه ونشاطه إليه حتى ولو كان طاعنا في السن
لما وجد فيها جمال و دلال وعناية .
حيث كانت تلك المدينة
ميدانا ثقافيا ووجه سياحية عربية لما تتمتع به من مقومات ومنتزهات حديثة وخدمات رائعة.
ولكن مع تقادم العهد وتطور الفكر السياحي واتساع الأفق العالمي ، أصبحت تلك الصبية الجميلة عجوزا شمطاء متصابية، فمهما وضع على وجهها من المساحيق تبقى تجاعيد الزمن عائقا أمام إبراز جمالها.
ولا أعلم على من نلقي اللوم
هل على هيئة السياحية ؟
أو على القيادة الإدارية لمنطقة عسير ؟
أو على رجال الأعمال المهاجرين من الوطن ؟
أحبتي :
تمتلك منطقة عسير مقومات سياحية غير مستغلة وفق المقاييس العالمية للفكر السياحي
حيث تقع في جنوب غرب المملكة العربية السعودية، و تمتد من حدود الدرب والشقيق وبيش (منطقة جازان) في الجنوب الغربي إلى حدود نجران في الشرق.
ومن حدود وادي الدواسر في الشمال، إلى رنية و القنفذة وساحل البحر الأحمر وتتاخم منطقة الباحة في الغرب .
تخيلوا أن كل هذه المنطقة يوجد بها جبال و غابات و بحر و رمال مما أدى إلى تنوع الطقس فيها بين الحار الجاف والرطب والبارد طوال العام.
ولكن للأسف تجد إهمالا سياحيا وهجرة لرؤوس الأموال الوطنية، فما رأيته بها منذ 20 سنة باقي على حاله إلا أن الأسعار تغيرت وأصبحت 100 ضعف بدون تطور خدمي، ناهيك عن افتقار المنطقة برمتها للرعاية الثقافية إلا من بعض المراكز الصيفية والجهود الذاتية من محاضرات وندوات تكون شبه دعوات شخصية على استحياء لذلك
أين أبها العروس الفتية؟
أين المنتزهات الراقية؟
أين الأسواق الشعبية؟
أين الخدمات العامة؟
أين المنابر الثقافية؟
أين مهرجان المفتاحة؟
كلها تبخرت وأصبحت تقبع في عالم النسيان المجهول
لذا لا تستغربوا أننا في ذيل القائمة السياحية عالميا، ولا تستغربوا هجرة أبناء الوطن كل صيف حول العالم ولا تستغربوا أن هيئة السياحة اسم فقط .
همسة :
الجنوب الذي لو قدروة الخلايق حق قدرة، كان حتى ذراع البوصلة مايشير الا جنووووب
عبدالرحمن القراش