لُجة الأيقونات
منطق الطير: “أن نزرع بذور القوة في أطفالنا أسهل من أن نداوي رجالاً محطمين””- فريدريك دوغلاس.
****
الأطفال هبة الرحمن وزينة الحياة، وزرع الراهن وثمرة الغد، والطفولة أشد المراحل متعةً وحساسية وخطورة، إذْ تمثل مرحلة التشكيل ونفث الرؤى، وبناء الذات وغرس قيم وضوابط التعامل معها ومع الآخر، وتحصين المستقبل والأوطان بتحصينهم، لذا كان واجبًا على الآباء والمربين و(الجميع) الحرص في التعامل معهم، قولاً وفعلاً، جدًا وهزلًا، مستشعرين أثر التصرفات المختلفة على تكوين الطفل وشخصيته، حاضرًا ومستقبلًا، فليس هناك ثروة للأوطان أغلى من الإنسان.
يسوء المرء أن يرى أن تلك السماجة والسخرية في التعامل مع الأطفال عبر التسجيلات المرئية –خاصة- وغيرها من الوسائط كالتلاعب بالصور، والتي بدأت تغزو الفضاءات التفاعلية والشبكات التواصلية من لدن مراهقين غير واعين انتقلت إلى الراشدين الواعين!، وزاد الطين بلةً أن أصبحت موضة بعض الآباء والتربوين!!، إذْ غدت السخرية من الأبناء والتلاميذ عادةً لدى بعض فاقدي الأبوة الحقيقية والمسؤولية التربوية، بل تعدتها إلى الافتخار بذلك الفعل القبيح، في امتهان صارخ لكرامة الطفل، وتشويهٍ براءته.
إن الحماقة في ذلك الفعل لا تتوقف عند الأثر الضار في الراهن، خصوصًا أن الطفل أضحى متلامسًا مع تلك البيئات التواصلية ويتلقى موادها، وإنما تتجاوزه إلى الآثار المستقبلية المدمرة، لا على الطفل ضحية الاستهزاء فحسب، وإنما على المنظومة القيمية للمجتمع؛ إذْ لا شك أن أولى الصدمات التي سوف يتلقاها جيل المستقبل مع مرور الوقت وتراكمية الوعي تلك الصورة المشوهة عن الآباء والمربين!!، ما يخلق ردة فعل عنيفة تجاه الماضي، تستوجب تجاوزه والقطيعة معه.
على الآباء ورجال التربية من منطلق المحبة والضمير، وهم يخوضون تحدي المستقبل، ويؤدون أنبل الرسالات وأعظمها، وأرفعها شأنًا وأثرًا، التنبه لتلك المسائل التي قد تبدو للبعض -مع الأسف- “تافهة” وليست ذات قيمة؟!، والتحلي بالوعي الكاف والمسؤوليات الأخلاقية، واستثمار مهارات الأطفال وتلك الوسائط في تعزيز الثقة بالنفس والقيم، وتطوير المواهب والقدرات، وتنمية الأثر الايجابي في التعامل مع التقانة، ما يُسهم في تكريس التواصلية بين الأجيال.
خبر الهدهد: تعدد المجموعات!!
عبد الحق هقي
حقيقة قد تكون غائبة للجميع، أو قد لا يدرك خطورة مثل هذه التصرفات، التي تحطم جيلاً وتشوه آخر؛ فيصبح الجالان متضادين متناحرين في كل مجالات الحياة، وهنا تكمن الخطورة.
وقد أصبحت السخرية والصور الساخرة في أجهزة التواصل ثقافة منتشرة على مستوى الهيئات والمؤسسات الغير رسمية لبث الدعايات الترويجية لمنتج ما ..
فشكراً لك على طرحك مثل هذا الموضوع الهام