عبدالرحمن الأحمدي

قلوب حالمة..على رمال وزارة الإسكان

 ما إن ظهرت رؤية المملكة (2030) التنموية الشاملة حتى استبشر الجميع – ولله الحمد – بمستقبل لا أقول مشرق ومتفائل – إن شاء الله تعالى-،بل أيضا تأكدنا أن هناك تخطيطا استراتيجيا لسنوات قادمة، وأن هناك أهدافا مرسومة سنمضي على خطاها؛ حتى نصل إلى ما نريده ونرجوه في العيش في أمن ورخاء واستقرار،على ثرى وطننا الغالي. ولكن يبدو أن لوزارة الإسكان خط سير آخر متميز ومختلف..لا ندرك نحن أبعاده،اتخذته لتحقيق رؤى لها ستتحقق بعد مئة عام إذا أكرمنا الله وجعلنامن المعمرين في الأرض،ورزقنا الصحة والقوة؛ حتى نستطيع أن نستمتع بقية عمرنا بما تفضلت به علينا هذه الوزارة من مساحة ملائمة لمساكننا،هذا طبعا إذا تحققت أصلا، فما تم افتتاحه مؤخرا من اثنتين وتسعين وحدة سكنية فقط، يعني هذا أن قائمة الانتظار ستطول كثيراوكثيرا..ولكن هذا من باب وكما قيل قديما-:”قديكون مع المستعجل الزلل”.. أو على طريقة نظرة زميلنا الباسم في الإسكان الموعود بقوله:”بيت في الجنة إن شاء الله”.

وما يزيد الاستغراب، ويبعث على التساؤل تصريح المتحدث الرسمي لوزارة الإسكان محمد الدغيلبي عبر ” صحيفة الوطن “،والمثير للجدل صراحة :”أن الوزارة لا تسعى لتخفيض أسعار العقارات، ولا يهمها ذلك بقدر ما يهمها أن يجد المواطن الوحدة السكنية الملائمة لحجم أسرته ودخلها المادي، وهذا ما تطمح إليه في سياستها الجديدة”. وحقيقة وحسب مفهومي البسيط،والشئ البدهي أن هناك علاقة مباشرة بين المسكن والأرض، بمعنى كلما كانت قيمة العقارمنخفضة،كلما كان سببا رئيسا في ازدهار البناء والتوسع فيه، والعكس صحيح،وبالتالي سيكون انعكاسه إيجابيا على سوق مواد البناء. وبطبيعة الحال تدرك جيدا وزارة الإسكان كل تلك العلاقات السوقية، فإذا كان لا يعنيها في المقام الأول الارتفاع المبالغ والجنوني في أسعار العقارات، فما هي الوزارة المعنية بالعقارات إذا !؟ وخاصة أنها ستتعثر في تشييد المباني إلا إذا أرادت أن تضيف كل فروق الأسعار على كاهل المواطن، وهذا ما لا أرجوه.. أو أنها تبني على مكان آخر غير هذه الأرض التي نعرفها..!! فقد بنى المواطنون سابقا كثيرا من المساكن من شقق وعمارات وقصور ولكن في حدود خيالات أفكارهم..!! على أي حال في ظل أحاديث متكررة من الوزارة حول تملك المواطنين للمساكن، وأن هناك أفكارا مقترحة أو خطوات معينة ستنفذ، يكون قد استنفذنا كثيرا من الوقت المفترض، واستهلكنا كثيرا من الجمل التي لا تسمن ولا تغني، والذي من الواجب أن تكون القائمة الموجودة حاليا أنجز فيها الكثير من الأعمال، وعلى وتيرة متسارعة لتحقيق آمال المواطنين في رؤية المساكن المأمولة في نظرهم، وحقيقة الذي يريد أن يحقق أهدافه بفاعليةوجدية وسرعة يعمل فورا، ولا يتباطأ، ولا تهمه مجمل الحوارات والندوات هنا أوهناك،وفلاشات الصحفيين. وأسألوا أرامكو السعودية عن قيمة الوقت والإنجاز والتفوق،ولكن على”قدر أهل العزم تأتي العزائم”.. ونعود ونقول إن تقدير قيمة الوقت لايعلمه إلا من ارتبط بعقد وثيق ومرهق مع الإيجارات المرتفعة بلا أي تنافس واقعي، وقداستهلكت ما يقارب الثلث من راتبه، معاناة لا يشعر بها إلا من كتب عليه التنقل من شقة سكنية إلى شقة سكنية أخرى ، أما من مكث طويلا خلف الأسوار العالية؛ فلا يشعر ولن يشعر بتلك المعاناة، فالذي تمضي عليه الأيام في ملك غيره، ليس مثل الذي يقبع في ملكه الخاص يا وزارة الإسكان!!.

عبدالرحمن عبدالقادر الأحمدي

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. افضلت وأوجزت ….وياليت الوزير يقرأ ماكتبت ويستشعر معناة المواطن مع السكن وارتفاع اسعار العقارات.

  2. بارك الله فيك أ.عبدالرحمن
    فعلا هذا ما يتطلع إليه المواطن إنخفاض العقار

  3. كلام واقعي وصحيح وهذا هاجس كل مستأجر

    اثابك الله أبا محمد وزادكم علما وحلما

  4. كل متر من المليونين كيلو متر مربع ملك لوزارة المالية ولا يحق لأحد الاعتداء عليه…….
    فقط اريد ان اعرف كيف يمتلك اصحاب المخططات تلك المساحات الشاسعة وكل متر يعتبر لوزارة المالية!!!!!!
    الإسكان لغز لن نجد حله الا قبل وفاة اخر عضو من أعضاء مافيا العقار ….
    يعني ممكن تجي رسالة sms في القبر المستأجر في حينه !!!!!!
    شكرًا اخي عبدالرحمن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى