لو لاحظت في حياتك ، وتأملت من حولك ، فانك سترى بانه يمكنك ان تؤثر على الناس في أشياء كثيرة ، بعضها سطحي ، والاخر جوهري ، ولكن هنالك قناعات عميقة ، ومتأصلة لا تستطيع اطلاقا ان تزحزحها من مكانها ، ولكن ربما تهزها ، لتوقد فيها نار التغيير .
يصارع الناس ربما بشكل كبير تجاه قناعاتهم ، ولا يهمهم هي صحيحة ام لا ، المهم عندهم هو انهم يظلون ثابتين على تلك القناعات ، ولسان حالهم ( من لا يؤمن لا يقف على ارض صلبة ! ) .
ربما جئت الى احدهم ، وكان هادئا ، ومستمتعا ، ولكن بمجرد ان تطرق حدود قناعاته الحمراء ، فانه مباشرة سيتحول الى شخصية عنيفة ! وتتحول حينها بسمته الى غضب ، وتلقائيته الى قلق ، وذاكرته الى جيوش من الادلة الصحيحة ، وغير الصحيحة ، ليثبت لك انه هو الصواب ، وانك انت محض الخطيئة الكبرى ! .
احيانا اسافر بشكل عميق ، وانا انظر الى اثنين يتخاصمان بشدة على قناعة معينة ، وكل منهم يريد ان يثبت للآخر انه هو الحقيقة المطلقة ! فأقول في نفسي : يا ترى .. هل هذا الصراع لأجل الصواب ؟ ام لأجل انا تصرخ في الاعماق ؟ وتقاتل لكي تكون هي الفائزة ، في كسب هذا الموقف !؟ .
بعضهم يخرج بك عن محور القناعة التي اتفقتم على الحديث حولها ، لكي يهرب بك بعيدا عن الاقتراب من حائط عقله ، الذي يريده ان يبقى ثابتاً ، ولا تهزّه ريح افكارك ! حينها تشعر بان هذه معركة للبقاء ! .
وهنالك من يُجن عندما يراك صامتا تجاه صراع بعض القناعات ، وربما صرخ في وجهك ، وقال لك متذمرا : انهم يقولون كذا وكذا ، وانت ساكت ! مثل هذا يستحق الشفقة ، فليس هنالك اجبار على من لا يريد ان يدخل في صراع قناعات لا شأن لها ، او على الاقل هكذا هو يعتقد ! .
حكمة المقال :
قال تعالى ( انك لا تهدي من احببت ) .
حمد عبد العزيز الكنتي
0