المقالات

أخبارهم .. أزهلوها

 تزهل .. لغة الواثق بالمعلومة والعمل، فأزهلوا أخبارهم .. يعني أبشروا بها، فهي عندي وتأتيني غصب عني يوميًّا فمن هم .. هم .. الشركات والمؤسسات .. تأتيني رسائل دعاياتهم غصب عني يوميًّا وبشكل مزعج .. تخفيضات وبرامج وغثاء ماله حد لا يقول أحدكم بسيطة، برسالة وإلا اتصال على المشغل “الشركة” وتوقف سيل الرسائل حاولت كغيري وما لقيت حل .. يوم والثاني .. وحليمة ترجع لعادتها “الأليمة” .. بجد شيء مزعج وممل .. وليس له وقت محدد. عيادات، مراكز تدريب، شركات ملابس، أجهزة وإليكترونيات، أغذية ومطاعم، معارض وبازارات، وأحذية وجلديات. وبمناسبة الحديث عن الدعاية، أحببت أن أنوه عن الدعايات التلفزيونية والإذاعية واللوحات الإعلانية .. دعايات خرجت عن المألوف، وتعطي صورة غير حقيقية عن شخصيتنا وطبيعتنا وتعاملاتنا .. ولم تراعِ مشاعر المتلقي، بل بعضها فيها إيحاءات فاضحة ولا تحسب للفئة العمرية، ولحظة تواجد الأطفال مع أهليهم أثناء عرضها.

فمثلًا دعاية عطر تتحول لفيلم سهرة (+ 18)، بل شاهدت كغيري دعاية لبطاقة شحن، بها صورة لشاب يركب دباب ولو تدقق جيدًا في الصورة لضحكت كثيرًا وحزنت لما وصلنا له من دعاية سخيفة، رغم إني أخبرت بأنها قد تكون صورة معدلة “فوتوشوب”، وكأننا لا نجد من المعالم الجميلة التي نفخر بها لتوضع عليها ليرى الزائر منجزات مملكتنا الحبيبة وتسارع تطورها . ناهيك عن الدعايات النسائية بأنواعها، وليس المجال بأن أسهب في هذا الشأن .. فقد مررت ذات يوم بموقف مؤلم، حيث حزنت على سيدة كبيرة في السن تمر من أمام السيارات أثناء توقف إشارة المرور وهي تحمل كيس بلاستيك لإحدى الصيدليات وصورة الدعاية الموضوعة عليه، دعاية لعلاج جنسي للرجال، وأكاد أجزم بأنها لو تعلم عن محتوى الدعاية لرفضت حمل أغراضها فيه .

الدعايات بلغت ذروتها ونشاطها مع قرب شهر رمضان المبارك “بلغنا الله وإياكم وبارك لنا فيه” حيث زادت على جميع الوسائل والقنوات، وتمادت وكأنه شهر أكل وأفلام ومسلسلات ومسابقات، يريدون استعدادنا التام لهذا الشهر، ويحضرون طوال العام، لتقديم المادة الفاسدة في لياليه الفضيلة.

وفي شأن آخر، لاحظت استغلال بعض مشاهير “السوشيال ميديا” كما يحبون يطلقون على أنفسهم، للدعاية للمنتجات التجميلية والعطور والمحلات والمطاعم والفنادق والمنتجعات .. صحيح .. سوق الدعاية كبير ومربح، ولأجل ذلك ركب هذه الموجة الجميع، وليس هناك اعتراض أو ممانعة إن كانت وفق الذوق العام. فالذنب على المتلقي المغرر به الذي يصدق كل ما يطلق، ولا يعلم بأن مقدم الدعاية يقبض المبلغ، وقد لا يفكر مجرد التفكير في استخدام ما روّج له.

أخيرًا .. اللي عنده طريقة لإراحتي وهاتفي من هذه الفجاجة الدعائية، لا يبخل على أخيه.

أحمد بن محمد العبادي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى