سائق تاكسي باريس مديرا لمعهد العالم العرب في فرنسا

(مكة) – نهى عزام

لم يكن يتصور سكان العاصمة الفرنسية باريس أن السعودي الأسمر الذي يعمل في عاصمة النور سائقا للتاكسي سوف يعود لباريس مرة أخرى بعد سنوات ولكن ليشغل أبرز منصب ثقافي عربي في فرنسا . فقد اختير الدكتور معجب سعيد الزهراني ، الأستاذ بجامعة الملك سعود والمشرف على كرسي غازي القصيبي بجامعة اليمامة ، مديرا لمعهد العالم العربي في باريس. ومن المقرر أن يباشر مهام منصبه أول سبتمبر المقبل ولمدة 3 سنوات ، وقد انهالت التهاني من العديد من الأكاديميين والمواطنين السعوديين . وفى تعليقه على هذه التهاني ، قال الزهراني فى تغريدة اطّلعت عليها “أكثر” عبر حسابه الرسمي فى “تويتر” :”سعادتي الحقيقية هي فرح الأصدقاء بالخبر .. سلمتم جميعاً” ، مضيفا :”سعادتي بفرح الأصدقاء مطر آخر”. وتابع :”كلنا في خدمة الثقافة العربية التي أضاءت العالم قروناً وستشع من جديد بكل تاكيد”. واختتم الزهراني بالقول :”ولمعالي السفير الصديق النبيل د. خالد العنقري وردة الشكر على دعمه وسيظل رمزاً ونبراساً للجميع”.

والدكتور الزهراني ، لمن لا يعرف ، ولد فى قرية ” وادي الصدر ” بمنطقة الباحة، وأكمل تعليمه بجامعة الملك سعود وتفوق بها ، ليسافر بعدها إلى فرنسا لاستكمال الدراسات العليا حيث التحق بجامعة السوربون ، والمثير أنه واجه الغربة بشجاعة وجسارة، حيث عمل على سيارة أجرة يوصل الناس إلى وجهاتهم ليحصل على قليل من المال يساعده في غربته ، ورغم هذا كان من الطلاب المميزين بفرنسا. حصل على شهادة” دكتوراة ” وكان محورها علم الجمال ثم عاد إلى جامعة الملك سعود ليبدأ رحلة الجمال مع طلابه وطالباته الذين تهافتوا على تسجيل المواد الدراسية التي يقوم بتدريسها ، ثم رحل بعد أن وجد وجهة أخرى، فالتحق بجامعة اليمامة، ولأنه يٌقدّر رجال الثقافة والإبداع اقترح على الجامعة إنشاء كرسي باسم الوزير والروائي والشاعر الكبير غازي القصيبي فكان له ذلك، وأصبح مشرفا عليه. جدير بالذكر أن الدكتور معجب الزهراني خاض تجربة ناجحة في السرد الروائي من خلال روايته الفاتنة “رقص” التي مزج فيها بين اللغة الشعرية والحدث السردي ، وهو أحد أبرز النقاد والمفكرين الفرنكفونيين في الوطن العربي.