(مكة) – متابعة
٢٨ يوماً مضت على وفاة فقيد الأدب والإعلام؛ المذيع ماجد الشبل، الذي وافاه الأجل في الرابع من شهر شعبان بعد أزمة صحية مكث بسببها طريح الفراش قرابة السنوات الثلاث الأخيرة من حياته إثر إصابته بجلطة قبل أن ينتقل إلى جوار ربه.
ماجد جوهرجي؛ حفيده الأكبر تحدث عن أبرز الذكريات، خاصة مع إطلالة شهر رمضان دون صوت قراءته للقرآن ووجوده على مائدة الإفطار: “كان جدول صومه – رحمه الله – مليئاً بالروحانية وحب رمضان، فكان يصحو ظهراً ويمسك مصحفه الصغير الذي لا يغادر سريره فيقرأ حتى المغرب”.
وأضاف: “ومع الأذان يحب أن يبدأ فطوره بتمر وقهوة، ومع الإفطار الثاني يحب أن يأكل ما هو خالٍ من الملح لصحته، ومن ثَم يختم إفطاره بالتين وبعض الفواكه”.
وزاد: “إلا أنه في رمضان الأخير لم يصم بسبب الزهايمر، ولا يتذكر الأشهر، ولكن أيام مرضه بالجلطة كان يصوم ومواظباً على الصلاة، وأتذكر كل جمعة كان يطلب الصحف والمجلات ويقوم بتصفحها بشغف وحب”.
ويقول جوهرجي: “كان حب التلفزيون حاضراً في ذاكرة جدي رغم مرضه وضعفه ومع طفرة البرامج برمضان كان يتابع التلفاز، وخاصة القنوات السعودية، ولا يفوته تصويب أخطاء المذيعين في اللغة والخطاب فكان يصحّح ذلك وهو يضحك”.
واختتم: نفتقده هذا الشهر؛ نفتقد جسده الناحل على سريره؛ نفتقد يديه وحبه لـ “المسباح” الذي يشتاق إليه، وبقي لدينا نحتفظ به ضمن ذكرياته التي بقيت لدينا، وغرفته لم نتعرّض لها بما فيها من ممتلكات شخصية.
وعودة إلى سيرته الذاتية العطرة، فإن الفقيد قد أطلق عليه والده اسم “محمد”؛ وهو اسمه الرسمي، وسمّته والدته “ماجد”؛ فكان اسم الشهرة حتى تُوفي – رحمه الله -.
وانتقل جَده من مدينة عنيزة بمنطقة القصيم مع العقيلات إلى بلاد الشام قديماً للتجارة، وسكن في مدينة دمشق، وتُوفي والده ودُفن فيها، ويلقَّب بأبي راكان؛ وهو ابن لأب سعودي وأم دمشقية.
تلقى تعليمه في مدينة دمشق، وعمل عندما كان طالباً في التلفزيون السوري، ثم عاد إلى موطنه الأصلي في الستينيات الميلادية، واستقر في مدينة الرياض؛ ليعمل في التلفزيون السعودي في بداياته.
وظهرت موهبة الفقيد في اللغة والإذاعة آنذاك وانتقل بعد ذلك للرياض؛ حيث تزوج وأنجب ابنته الوحيدة “سمر”، وبعدها انفصل عن زوجته، ولم يتزوج بعدها حباً وخوفاً على ابنته.
واشتُهر الفقيد بتقديمه البرنامج الرمضاني (حروف)، وكذلك برنامج (شاعر وقصيدة)، وتقديمه نشرات الأخبار بالقناة الأولى، وله كاريزما وحضور تلفزيوني مميز؛ حيث سلامة المفردة وقوة اللغة وصوته الجهوري الذي قلّ ما تجده في مقدمي البرامج.
خاض المجال الإعلامي وتخصّص في التقديم واستمر بإطلالته ولا يكاد يظهر على الشاشة حتى يسترعي الانتباه، وذاع صيته في الحقبة الماضية كمثال لأفضل المذيعين بالسعودية.
وفي عام 1420هـ أُصيب بجلطة؛ أدخلته المستشفى؛ وصدر قرار الملك فهد – رحمه الله – بعلاجه، وتعافى من جلطته، وعاد للعمل الإعلامي لفترة وجيزة، إلا أن أعراض المرض وكِبَر السن أنهكاه كثيراً؛ وترك العمل الإعلامي خلال عام 1421هـ.
واستمر بجوار أسرته حتى اشتد عليه المرض في سنوات عمره الأخيرة، وفاضت روحه مطلع شعبان الماضي، تاركاً وراءه إرثاً إعلامياً ضخماً واسماً منقوشاً بماء الذهب .