بدخول شهر رمضان المبارك..شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار،شهر كألف شهر. تصفو النفوس،وتطمئن القلوب،ويرتاح البال، وتطيب الخواطر،وتبتدل بحب الأحاسيس والمشاعر من السلبية إلى الإيجابية، من العداوة إلى المحبة،من التعب والكدر إلى الراحة والمتعة. فتظهرفي الأجواءالسعادة والأمان والسرور، والأريحية العجيبة،وكأن لسان حال الجميع يقول: أين أنت يارمضان؟ ليتك هنا وبيننا على الدوام، ليت العام كله رمضان؛وهذا من شوق ما أحسوا به من غبطة وفرح،وهذا في الحياة الدنيا،فكيف في جنات النعيم حين ينزع المولى عز وجل الغل من صدور المؤمنين، فلا تنافرولاحقد ولاخبث ولاكراهية..قال الله تعالى في سورة الحجر “ونزعنا مافي صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين… الآية ” يحيطهم الفرح بما وعدهم الله به من النعيم العظيم الدائم الذي لايحول ولايزول بإذنه،جعلنا الله من ورثة الجنان. وحين يذكر هذا الشهر المبارك،يذكرفيه كل العبادات الفاضلة من قراءة القرآن الكريم، والقيام بأداء العمرة،والاعتكاف،وإفطارالصائم، وصلاة التراويح ،وصلاة التهجد، والصلوات عموما فتجد الجميع يحرص على أداءها في جنبات الحرم المكي،ولولامحدودية مساحة المشاعر المقدسة لوجدنا حقيقة أعدادا متضاعفة تكتظ بهم الساحات على الرغم من التوسعات المباركة والمستمرة على مر العهود السابقة والحالية، ولكن البعض من هؤلاء المصلين- هداهم الله- وما إن تحط الرحال به في محيط المسجد الحرام إلا وتجده يبدأ في الانتقادات الهدامة في كل ماحوله وإلى هنا يمكن تجاوزا.. غض الطرف فمعظم الناس أصبح النقد لديه سهل وليته النقد البناء،ولكن المشكلة الحقيقية تكمن حين الدخول في وسط الحرم الشريف فتجد البعض يهوى التحدث بكلام لايليق من غيبةونميمة،والبعض الآخر يدافع ويزاحم بشدة وكأنه داخل مكان للمنافسة واستعراض القوة الغاشمة،وآخر يشتم ويسب إلى درجة الخصومة،وأطراف أخرى تدخل في مسائل من التنظير والفتاوى الاجتهادية المستعجلة، وحالات أخرى عجيبة لايتسع الآن المجال لذكرها، فكأنهم صرفوا اهتمامهم إلى غير ماتوجهوا إليه،فمن الجميل أن يكون الأشخاص الذين قد نووا الأجر والمثوبة في الصلاة في المسجد الحرام، ولكن من الأجمل أن يصليها في بيته بعد كل ماذكر من المشاهد السلبية فالسيئات يذهبن الحسنات،ونحن نأمل بالحسنات المضاعفة، ولكن يظل هؤلاء قلة إن شاء الله تعالى،فأمة محمد صل الله عليه وسلم فيها الخيرالكثير، فنقول لهذه الفئة الخاطئة صلوا التراويح في جوف منازلكم إن لم تتبعدوا عن مثل هذه السلوكيات.
يظل انشغال الإنسان بعيوبه خير له من الإنشغال بعيوب غيره، فكلنا ذو خطأ،فلو أحصى الإنسان عيوبه وبدأ بالعمل على التخلص منها؛لكان أجدر من الانشغال بعيوب الناس،وحتى لايشغل باله أساسا بمايعيقه إن كانت له أهداف سامية في الحياة يسعى لتحقيقها،فما جمع الله لأي رجل جوفين،فإما التفكير في نفسه فعلا، والسعي في إصلاحها، واستعراض النقاط الرئيسة في حياته والتي تخصه،ومن ثم تحديد الأهداف التي تحقق مساعيه ورغباته،وإما التفكيرفي الناس والبحث عن هفواتهم وسقطاتهم،وتكون شغله الشاغل،ويكون حينها كمن أشعل النار في ثوبه ولن يستطيع أن يطفئها، وهذا وقد نسي قول الحق سبحانه”مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد”مبارك عليكم الشهر وكل عام وأنتم بخير.
عبدالرحمن عبدالقادي الأحمدي
كلام جميل وليت كل الناس ترتقي بتفكيرها الى ما تصبو اليه ….
وانت بخير وصحة وسلامة كاتبنا العزيز المتفائل دائما
صح لسانك
جزاك الله خير
وكل عام وانت والقرّاء الكرام بخير
جزاك الله خير أخي عبدالرحمن وجعلها الله في موازين حسناتك