(مكة) – متابعة
متخصصون في ضبط أوقات الصلوات الخمس في المسجد الحرام أطلق عليهم ذوو الأعناق الطويلة، لا يتناول الصائمون إفطارهم إلا بعد أن يسمعوا نداءهم، فعندما يقترب وقت الإفطار يجلس الجميع في ترقب لسماع أصواتهم تنطق كلمة الحق «الله أكبر الله أكبر) فيبدأ الجميع في تناول إفطارهم والاستعداد للصلاة.
18 مؤذنا يتناوبون على الأذان في المسجد الحرام خمس مرات على «المكبرية» الواقعة في مواجهة الحجر الأسود من الكعبة المشرفة.
وبحسب معلومات موثوقة من داخل وكالة الرئاسة لشؤون المسجد الحرام، فإنه يجري تدريب خمسة مؤذنين منذ قرابة خمسة أشهر؛ ليلتحقوا بالرسميين الـ18، كما يعمل سبعة مؤذنين في المجال التربوي ما بين معلمين وأعضاء هيئة تدريس، بينما يعمل الآخرون في أعمال متفرقة، ومنهم كبار في السن متقاعدون عن العمل الحكومي.
ويتكئ الأذان في الحرم المكي الشريف على تاريخ مضيء يجسد التطور التاريخي في طرق رفع نداء الأذان، إذ يذكر كبار السن في مكة المكرمة ملامح آلية تطور رفع الأذان، بيد أن الذي لا يدركه كثيرون أن استخدام «المزولة» كأداة موقتة للأذان في الحرم المكي كانت من الوسائل المهمة قديما، حيث يحتفظ معرض عمارة الحرمين بجهاز للمزولة لقياس الوقت، وكانت مثبتة على بئر زمزم.
ويحسب للملك المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- إدخال الساعة كأول مرة في مكبرية الحرم لتحديد أوقات الأذان، وشكلت الساعة في ذلك الوقت ملعما عملاقا في الخمسينات الهجرية، فيما تعد المكبرية المطلة على صحن المطاف اليوم، أهم مركز تحكم في العالم لرفع الأذان من بيت الله العتيق إلى جانب أنها من أبرز المعالم التي تحيط بمطاف الحرم المكي.
وتم إزالة المكبرية مع مشروع توسعة المطاف، بيد أنه يتم مزاولة الأذان من مكبرية موقتة تشرف على المطاف بجوار الصفا، وبها مكاتب للمؤذنين، كما يوجد بها أمكان مخصصة لوسائل الإعلام التي تنقل الأذان والصلاة من المسجد الحرام مثل الإذاعة والتلفزيون.
ويرفع المؤذنون الأذان في بيت الله الحرام وفق جدول زمني يتم إعداده مسبقا من قبل شيخ المؤذنين الشيخ على أحمد ملا، ويوافق عليه الرئيس العام لشؤون الحرمين، بحيث يكون مؤذن وملازم واحتياط له في كل صلاة.
ويحضر المؤذن للمكبرية قبل الصلاة بنصف ساعة، ويتم ربط المؤذن أثناء الصلاة بسماعة خاصة بينه وبين الإمام ليسمع المؤذن صوت الإمام خصوصا عند حدوث أي عطل في مكبرات الصوت إثناء الصلاة، ويختبر الفنيون قبل عشرين دقيقة من كل صلاة مكبرات الصوت بالنفخ.
وعادة ما يخضع اختيار المؤذنين في الحرم المكي لرأي لجنة يشترك فيها عدد من أئمة الحرم المكي، وشيخ المؤذنين ويوافق عليها الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ومن أهم شروط المؤذن التقوى والورع، والصوت الحسن، وأضيف عليها أخيرا شرط آخر، وهو حفظ القرآن، وعادة ما يسجل صوت أي متقدم لسماعه قبل إجراء المقابلة الشخصية.