أحمد حلبي

مؤسسات الطوافة قوية بأبنائها

تحت عنوان ” مؤسسات الطوافة .. وضعف الأداء ” كتب الأستاذ فهد العيلي بصحيفة الاقتصادية يوم الاثنين 8 رمضان 1437 هــ مقالا تناول من خلاله سردا مؤجزا لسيرته الذاتية ، وهجوما على مؤسسات الطوافة ، متحدثا في بدايته عن عمله بإحدى مؤسسات الطوافة قبل عقد من الزمن …. ، وجميل أن نرى شخصا مثله معترفا بخدمته لحجاج بيت الله الحرام في شبابه عاملا لدى احدى مؤسسات الطوافة التي يهاجمها اليوم .

وباعتباره مدرب متخصص في التنمية البشرية والتطوير المؤسسي فبودي أولا أن أساله كمتخصص أليس من الواجب على الكاتب في نقده أن يقدم دلائل الادانة وبراهين العجز لأي قطاع يقدم خدمة ، أم أن كيل التهم جزافا هو الدليل ؟ وسأجيب على كلام أخينا فهد بدليل ثابت لا قول زائف ، لكن هل بمقدوره أن يعترف بخطئه أمام الجميع ، ويقول أن ما كتبه لم يستند لمعلومة صحيحة ؟ .

تقول أخي فهد في كلامك ” قبل عقد من الزمن تقريبا قادتني وساطة زميل دراسة في السنة النهائية بالجامعة إلى فرصة عمل مؤقتة في موسم الحج في إحدى مؤسسات الطوافة المتخصصة في خدمة الحجاج وقد كان اسم المؤسسة كبيرا جدا يشعرك بأنك تتعامل مع شركة قابضة لكنها في حقيقة الأمر لم تكن سوى ثلاثة مكاتب مستأجرة تحت إدارة ثلاثة أشقاء ومجموعة من الوافدين ومثلهم من طلبة الجامعة ، وكلنا نعمل بشكل مؤقت مقابل مكافآت بسيطة حتى ينتهي موسم الحج ، بينما يحصل الأشقاء الثلاثة على النسبة الكبرى من الأرباح بحكم وراثتهم العائلية لهذه المؤسسة. “

وهنا أقول أنه قبل عقد من الزمن يعني قبل عشر سنوات مضت ، كانت جميع مؤسسات الطوافة الست لديها مكاتب ومجموعات خدمات ميدانية ، ولكل مؤسسة مكاتبها ومجموعاتها الميدانية المستقلة ، وليس هناك مؤسسة لديها ثلاث مكاتب ، وهذا أول خطأ ارتكبته .

أما الخطأ الثاني فقولك ” تحت إدارة ثلاثة أشقاء ومجموعة من الوافدين ومثلهم من طلبة الجامعة ” ، ومن يدير مؤسسات الطوافة منذ نشأتها الأولى عام 1402 هــ مجلس ادارة كان في السابق مكون من رئيس ونائب وعشرة أعضاء أو يزيد ببعض المؤسسات وكان المجلس بكامله يأتي بالتعيين وليس بالانتخاب كما هو الحال الآن ، حيث أصبحت مجالس الادارات منتخب ثلثاها ومعين ثلثها ، ويتكون المجلس من رئيس ونائب وعشرة أعضاء ، وببعض المؤسسات رئيس ونائبين وتسعة أعضاء ، وهم من يتولون ادارة أعمال المؤسسة والإشراف على أعمال مكاتب ومجموعات الخدمات الميدانية . أما العاملين بمكاتب ومجموعات الخدمات الميدانية فهناك لائحة لتنظيم العمل صادرة عن وزارة الحج والعمرة ، حددت أعدادهم وأوضحت مهامهم ومسؤولياتهم ، ولكل مكتب أو مجموعة رئيس ونائب أو نائبين وأعضاء لا يقل عددهم عن ستة ، فكيف تدعي أن من كان يدير المؤسسة قبل عقد من الزمن هم ثلاثة اخوة ؟ وقولك ” وكلنا نعمل بشكل مؤقت مقابل مكافآت بسيطة حتى ينتهي موسم الحج ، بينما يحصل الأشقاء الثلاثة على النسبة الكبرى من الأرباح بحكم وراثتهم العائلية لهذه المؤسسة ” وهنا أكتفي بقول الحق تبارك وتعالى ” الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز ” وحينما أقول لك أخي فهد أنك أخطأت في قولك واستندت لمعلومات خاطئة فهذا هو الصحيح ، لكن سؤالي الذي لازال قائما هل ستعترف بخطئك ؟ تقول ” هذه الصورة النمطية لم تختلف كثيرا عن بقية المؤسسات التي لا تتجاوز عشر مؤسسات حسب الإحصاءات المعلنة وما زالت تحتكر هذه المهنة منذ سنوات بعيدة مكتفية بتحقيق الأرباح الموسمية السريعة دون تطوير في الأداء ، وقد قرأت في أحد تقارير وزارة الحج والعمرة أن مؤسسات الطوافة حققت العام قبل الماضي أرباحا تقدر بـ 800 مليون ووفرت قرابة ألفي فرصة عمل موسمية ، وهذه أرقام متواضعة جدا تكشف بوضوح ضعف العمل وعدم قدرة مؤسسات الطوافة على مواكبة المتغيرات” . وأول خطأ وقعت فيه أن مؤسسات الطوافة لم يصل عددها لعشر فمنذ انشائها عام 1402 هـ تحت نهاية موسم حج العام الماضي 1436 هــ هي ست مؤسسات ، فكيف جعلتها أكثر من عشر ، قبل عقد من الزمن ؟.

أما قولك ” حسب الاحصاءات المعلنة ………….. وقد قرأت في أحد تقارير وزارة الحج والعمرة …. ” ، وهنا أود أن أسالك في أي عام كانت هذه الاحصائية ، وأين نشرت ؟ أما قولك بأنها وفقا لوزارة الحج والعمرة فكان أملي أن توضح ذلك بقولك ( وفقا لما نشرته وزارة الحج والعمرة بجريدة …. في عددها رقم … الصادر بتاريخ …. ) ، وهنا يمكن القول بأن مستندك صحيح . وقولك ” برنامج التحول الوطني يستهدف زيادة في أعداد المعتمرين لتصل إلى 15 مليون معتمر بحلول 2020 بما يضمن زيادة المداخيل المالية إلى 19 مليار ريال ” ، فهذا خطأ أخر فمؤسسات الطوافة الحالية لا تتولى مسؤولية خدمة المعتمرين سواء من داخل المملكة أو خارجها ، فما علاقة مؤسسات الطوافة في هذه الزيادة ؟

وخلاصة القول يا أخي فهد العيلي أقول كنت أتمنى أن تتناول في حديثك عن مؤسسات الطوافة نقدا يسهم في تطوير خدماتها والارتقاء بها نحو الافضل ، لا أن يكون حديثك منصبا حول نقد يستهدف المصلحة الخاصة ويعتمد على معلومات خاطئة . ونصيحتي لك وأنت المتخصص في التنمية البشرية والتطوير المؤسسي أن تعتمد على أسس ومعايير صحيحة في نقدك ، فكيف يمكنك تطوير مؤسسة أو منشأة وأنت لا تمتلك أدنى المعلومات عنها ؟ ان تطوير المنشأة يا أخي الكريم يعتمد أولا على معرفة تاريخ نشأتها والمراحل التطويرية التي عاشتها والايجابيات التي حققتها والسلبيات التي سجلت عليها ، ودراسة مشاكلها الداخلية والخارجية ، ومن ثم العمل على وضع المقترحات الأولية لمعالجة الاخطاء وإعادة البناء على أسس سليمة ، لكنك بكل آسف وأنت كما تقول متخصص في التطوير المؤسسي لم تعتمد على هذا المنهج ، لذلك أقول في الختام قول الحق تبارك وتعالى } قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.

أحمد صالح حلبي

مقالات ذات صلة

‫14 تعليقات

  1. اخي احمد بارك الله وفي ماخطته اناملك فقد وفيت وكفيت ولعلى مثل هذا الصحفي المتزلف ان يرتدع ويعيد التفكير عند كتابة اي موضوع لان القراء ليسوا جهلاء مثله

  2. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ا.احمد أحسنت ويعطيك الصحة والعافية ورب ضارة نافعة وكل تحياااتي

  3. بارك الله فيكم استاذ احمد و في اناملكم الذهبية. كفيت و وفيت.

  4. صراحة كفيت و وفيت
    و علمته أصول المهنة
    و ما أعتقد إنه يعترف بخطأه
    الشرهة مو عليه بل على الصحيفة اللي معطيته عامود
    بس تسلم أناملك يا عم أحمد و لا عدمناك .⚘⚘⚘

  5. للاسف لا يعرف الفرق بين حجاج الخارج و حجاج الداخل و شركات العمرة و مكاتبها الثلاث .

    هل هناك فرصة لمقاضاته ليكون عبرة لغيره مع تكفلي بتكاليف المحامي .
    المقاضاة و التشهير خير رادع للمستكتبين مرتادي مؤائد المنافع .

  6. هل اكيد هذا الشخص متخصص في التطوير المؤسسي والتنمية البشريه!!!!!!!?? . الله يهديه وينور بصائره هو محتاج إلى دورات تدريبه على تطوير الذات عنده للنقد البناء المنتهي بالتطوير الفعال بعدها نعمل تقييم للذات عنده علوم على جرعات مكثفه من المعلومات الاصليه عن مؤسسات الطوافه تاريخها ونشأتها ومراحل تكوينها من أيام الأجداد انتهاء بالاحفاد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى