احتفل العالم الطبي في سنة 1971 باليوبيل الخمسيني لاكتشاف أنجح دواء لداء فتاك لايرحم،
حير الطب وذهب ضحيته اﻵلاف المؤلفة في أربعة أقطار المسكونة، أما الداء فهو السكري وأما الدواء فهو الأنسولين،وأما مكتشف الدواء المعجزة فهو الدكتور فريدريك بانتنغ الكندي الجنسية،هذا الداء الذي وصفه أحد أطباء اﻹغريق قبل ألفين سنة بقوله إنه داء يذوب فيه اللحم فيفرزه الجسم مع فضلاته، أما أجسام المصابين بهذا الداء فإنها تتوقف عن حرق السكري وتحويله إلى طاقة، وبدلاً من ذلك تصبح أجسامهم أجساماً آكلة،تلتهم الدهن المخزون، والبروتينات ويرافق ذلك عطش لايروى، ﻷن ضحايا السكري يشربون كميات كبيرة من الماء ولايفرزون إلا كميات ضئيلة من السكر .
فضلاً عن أن شهيتهم إلى الأكل تصبح كبيرة، وكان العلاج الوحيد لذلك الإتزام بحمية غذائية قاسية،وعلى ذلك كان المصابون بالسكري يخيرون بين أمرين لاثالث لهما،أما أن يأكلون اليوم ويموتون غداً، وأما أن يقللوا من الوحدات الحرارية، في طعامهم ويقضون فترة من الوقت في الحزن والارتباك. وقد كان العالم غير قادر على مواجهة هذا العدو القاتل .إن البنكرياس ذلك العضو البطني ذو اللون الأصفر ، الشبيه بفرخ الضفدع الذي ينتج العصارات التي تساعد على الهضم،له علاقة ما بداء السكري، فواصلنا تجاربنا في المختبر على الكلاب التي استهلكنا منها العشرات ،قبل أن نحصل على المادة المجهولة لمعالجة داء السكري في 27 تموز سنة 1921م وقد أسمينا اكتشافنا بالأنسولين ،وكان ذلك العلاج الذي أنقذ حياة الملايين من البشر على وجه المعمورة، وفي سنة 1941م لاقى الدكتور فريدريك بانتنغ حتفة على أثر تحطم طائرة ذات محركين في عاصفة ثلجية بالقرب من مينا مسغريف في نيوفا وند لاند في طريقها إلى إنكلترا، ولعل أروع رثاء قيل فيه في جمعية المصابين بداء السكري في لندن “لولابانتنغ لكان هذا الاجتماع لقاء اشباح يندبون مصيرهم !!!
ليس بعد هذه العبارة المعبرة برصانة ، سوى أن نضيف مالم يضيف إلى القيمة العظيمة مايزيدها “أكثر من أن نقول “هكذا أصبح العظماء مختلفين عن غيرهم ،وهكذا أصبحوا رواداً ومن الخالدين ” اما حياتهم العادية لم تكن تخلو من المفارقات واﻷزمات لأنهم بشراً مثلنا ،لولا إنهم صقلوا المواهب وأنتصروا على الفشل وقدموا للإنسانية ثمرات نجحاتهم التي يعيشون بها معنا ومع من بعدنا من الأمم لذلك العظماء لايموتون “”.
سعود عايد الدبيسي