الحرمين الشريفين

أرادوا تكذيب النبي بتحليل الحجر الأسود فماذا كانت النتيجة ؟

(مكة) – نهى عزام

يقول الدكتور زغلول النجار: حينما علم المستشرقون بأنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم أخبر أنّ الحجر الأسود نزل من السّماء، وأنّه من أحجار الجنّة، كما في الحديث الصّحيح الّذي رواه الترمذي بسند صحيح عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: نَزَلَ الحجَرُ الأَسْوَدُ مِنَ الجنَّةِ وَهُوَ أَشَدُّ بَيَاضاً مِنَ اللَّبَنِ، فَسَوَّدَتْهُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ” لمّا علموا ذلك، أرادوا أن يجعلوها ثغرة يهاجمون بها الإسلام، فقالوا: إنّ الحجر الأسود ما هو إلاّ حجر بازلت أسود. وأرادوا أن يثبتوا صدق كلامهم، فأرسلت الجمعية الملكية الجغرافية البريطانية التابعة لجامعة كامبردج جاسوساً بريطانياً ليسرق قطعة من الحجر الأسود، ليثبتوا للعرب أنّ ما قاله الرّسول، صلّى الله عليه وسلّم، عن الحجر الأسود ليس صحيحاً درس الجاسوس البريطاني اللغة العربية مدة سبع سنوات، وذهب إلى المغرب ليكتسب اللهجة المغربية، ومنها ذهب إلى مصر على أنّه حاج مغربي، وكان ذلك في القرن التاسع عشر وركب الباخرة. وكان الحجاج المصريون يحملون زادهم وطعامهم معهم، فكانوا يتخاطفونه على كلّ وجبة ليكرّموه ويطعموه، فتأثّـر قليلاً من حسن المعاملة. ثمّ تأثّـر ثانية عندما دخل مسجد الرّسول، صلّى الله عليه وسلّم، والمدينة المنورة، وتأثّـر أكثـر وأكثـر حينما رأى الكعبة من على مشارف مكة والكعبة. ولكنّه كان مصمّماً على إنجاز مهمّته الّتي جاء من أجلها، وكان القرامطة قد أخذوا الحجر الأسود ونقلوه إلى الأحساء، فتفتت إلى أربع عشرة قطعة في حجم حبّة الجوز، ودخل الكعبة، وفي غفلة الحراسة الّتي لم تكن مشدَّدة مثل ما هو موجود هذه الأيّام في العهد السعودي، انتزع قطعة من الحجر الأسود، وذهب بها إلى جدة حيث السفارة البريطانية، واحتفل به سفير بريطانيا احتفال الأبطال الفاتحين، فهو من وجهة نظره أتَى بالدليل على بطلان كلام محمّد، صلّى الله عليه وسلّم، بأنّ الحجر الأسود من السّماء ووصل إلى بريطانيا عن طريق باخرة أسترالية. وأودع قطعة الحجر الأسود في متحف التاريخ الطبيعي بلندن ليقوم العلماء بتحليله، فثبت أنّه (نيزك) من نوع فريد، فتأثّـر الرجل لذلك وأعلن إسلامه، وكتب كتاباً من أجمل الكتب وسمّاه (رحلة إلى مكة) من جزأين، وصف في الجزء الأول عداءه للإسلام وتآمره على المسلمين، وفي الجزء الثاني وصف خضوعه لله ربّ العالمين.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. ركزت المقالة تركيزا شديدا على كراهية الغرب للإسلام؛ و أبرزتها للقارئ بشكل سوف يؤلب مشاعر المسلمين ضدهم، و يزيد التنافر بين الحضارتين.

    و لست أدعي – هنا – أن علاقتنا بالغرب كانت على ما يرام دائما؛ و هذا أمر “طَبَعِي” كشأن أي أمتين عظيمتين تتنافسان على قيادة الحضارة البشرية.

    لكن كان بيد كاتب المقالة أن يخفف من وطأة التركيز على جانب (كراهية الغرب للإسلام) و يبرز “حقيقة” أخرى عن الحضارة الغربية – ألا و هي شغفهم بالاكتشاف و البحث و التقصي.

    فكما أن هذه الرواية أبرزت الريبة التي يحملها الغرب نحو كلام المصطفى (صلى الله عليه و سلم)؛ فهي تؤكد حرصهم على إختبار كل شيء في الوجود و على عدم التسليم لأي شيء حتى يتم التأكد من صحته.

    عموما ما أحوجنا في هذا الزمان الذي إشتد فيه التعصب إلى نشر ثقافة التسامح و إلى تشجيع الجميع على الحوار و فهم الآخر.

  2. كلامك حلو وجميل يا اخ طلال …أحي فيك العقلية الواعية المتجددة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى