لا يكاد يوجد مسلم في هذه الدنيا إلا وهو معظم لبيت الله الحرام متشوق لبلوغه. قد يُفني عمره جامعا للمال الذي يكفيه لأداء النسك حجاً و اعتماراً . و لا يمكن لذي بصر أن ينكر الجهود التي تبذلها المملكة في عمارة الحرمين الشريفين والعناية بهما وتذليل كل عقبة قد تسبب مشقة على قاصديهما .
مع كل ذلك، هناك ملاحظات آمل أن تُؤخذ بعين الاعتبار ، تجويدا للخدمات وتيسيرا على قاصدي بيت الله الحرام . فيما يخص رئاسة شؤون الحرمين ، يلحظ المتابع تطورا ملموسا في كافة خدمات الرئاسة و مهامها، لكن تبقى هناك مسألتان طريقة التعامل والتخاطب مع قاصدي البيت، وهي مهمة أقر بصعوبتها وأهميتها في نفس الوقت. والمسألة الأخرى مراعاة اختلاف مذاهب الناس و عدم صحة الإنكار في مسائل الخلاف إذ إن في ذلك فتح لباب للمشقة والتشويش على عباد الله.
أما بالنسبة للقطاعات الأمنية من قوة أمن الحج والعمرة لقوات المهام وطلاب الكليات الأمنية، فالملاحظ كثرة أعدادهم لكن دون تنظيم صحيح أو معرفة بالحرم الشريف ومعالمه وما يجاوره، يصحب ذلك خشونة في التعامل وغلطة من البعض لا تنبغي ممن يتشرف بخدمة بيت الله الحرام وقاصديه. معترفا أن الأمر يحتاج لحزم لكن بلين.
وبحكم اختصاصهم فإنني أطالب مسؤولي القطاعات الأمنية إعلام الناس عبر الصحف ومواقع التواصل عن خططهم؛ ليتم التكامل و التعاون. وأيضا أطالبهم بمنع الصلاة والجلوس في صحن المطاف و أدوار السعي أوقات صلاة القيام بالكلية، وقبيل الصلوات المفروضة إلا عند إقامة الصلوات فالتوسعات الحالية هي ما يجب توجيه المصلين والمعتكفين للصلاة و الاعتكاف فيها ، فلصحن الطواف و أدوار السعي مهمة لا تصح إلا فيهما بعكس الصلاة. الجزء الثالث من المعادلة هم قاصدوا البيت من أهل مكة و المملكة و ممن وفدوا راجين القرب مؤدين للنسك .
يجب على كل هؤلاء التعاون والاستجابة لكل مسؤول في البيت الحرام تعظيما للبيت الحرام واحتراما لحقوق بقية الخلق . فلا يصح عكس اتجاهات السير و لا الصلاة في الأماكن الممنوعة كالممرات أو في صحن المطاف و أروقة السعي أو خلف الحجر في أوقات الزحام. و لا رمي المخلفات في غير أماكنها. كل ذلك يصعب على المسؤولين أداء مهامهم ويؤثر على بقية قاصدي البيت ويقلل جودة الخدمات و هي أمور غير مقبولة عقلا و شرعا .
الجزء الرابع وهو الجزء المكمل لهذه المنظومة، هو جزء وسائل النقل عامة كانت أم خاصة . فمن حق قاصدي البيت معرفة الخطط المرورية المتعلقة بتنظيم الطرق المؤدية من وإلى البيت الحرام . و لهم حق تأمين نقل عام حسن التهيئة طوال الوقت و بأعداد تناسب أعداد قاصدي البيت لا أن يُتركوا تحت رحمة أصحاب سيارات الأجرة و متربحي المواسم ممن يُغالون في الأسعار حد الفُحش لعلمهم بعد محاسبتهم وعدم وجود البديل المناسب الذي يغني الناس عنهم .
في الختام ، غفر الله لي و لكم ما سلف و كان ، و بارك الله لي و لكم فيما بقي من رمضان، وقبلنا جميعا بفضله و جوده و كرمه . ” اللهم زِد بيتك تشريفا وتعظيما وتكريما وبرا ومهابة ، و زِد من شرفه وعظمه ممن حجه واعتمره تعظيما وتشريفا وبرا و مهابة “.
صادق رضا السنوسي
جزاك الله خير و نفع بك..اللهم وفق جميع القائمين على خدمة بيتك وضيوفك وتقبل منا صالح الاعمال..