يتميز العرب عن باقي شعوب العالم في صفة الكرم ، ونجدة الملهوف وحسن وفادة الضيوف، , أجود العرب في الجاهلية ثلاث :حاتم بن عبد الله بن سعد الطائي أبو سفانة وعدي، وهرم بن سنان ،وكعب بن مامة، وحاتم أشهرهم ذكراً، ويظل عبر العصور رمزاً للكرم بلامنازع، ويحكى أن علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه ، قال لماَ أتى بسبيا طي :وقفت جارية طويلة العنق مشربة بحمرة ،فلماَ رأيتها أعجبت بها ، وقلت لأطلبها من النبي صلى الله عليه وسلم ،ولما تكلمت نسيت جمالها بفصاحتها ،فقالت يامحمد إن رأيت تخلى علي ، ولايشمت بي أحياء العرب ، فإني أبنة سيد قومي ، إن أبي كان يفك العاني ، يشبع الجائع ويكسو العاري، أنا أبنة حاتم الطائي ، قال النبي صلى الله عليه وسلم ،هذه هي صفة المؤمن ، لو كان أبوك مسلماً لترحمنا عليه ، ويحكى أيضاً أن زوجة حاتم النوار ،قالت أصبتنا سنة أقشعرت لها وجه الأرض ،وأغبر أفق السماء ،وضنت المراضع على أولادها ، وأيقنا الهلاك ، وفي ليلة شاتية غارت معظم النجوم ،وإذا بأمراة ترفع ستار كسر البيت ،قال حاتم من هذا فقالت جاريتك فلانة ،
ام صبية يتعاوون تعاوي الذئاب من الجوع ، فما وجدت معولاً إلا عليك، أبا عدي ،وأقبلت المرأة وهي تحمل أثنين ،ويمشيء بجانبها أربعة ،كأنها نعامة حولها رئالها ،فقام حاتم ألى فرسه ونحرها لهم ، ودعا أهل الحي واحداً واحداً ، وتلفع بثوبه ناحية ،ينظر إليهم ،فوالله ما ذاق منها مزعة ، وأنه لأحوجهم لذلك ،وأصبحنا وماعلى الأرض ،إلا عظم أو حافر ،
أعلم أن معظم القراء قد قرأ هذه القصة الماتعة الجميلة التي يفخر العربي بها كمثل للكرم الندي ،ولكن أردت أن أذكركم بها في شهر الكرم عند أهل الكرم بأرض الكرم ،
سعود بن عايد الدبيسي