هو ضيف كريم خفيف، ظل عظيم في كل شيء كل اوقاته من الثانية حتى أكبر شيء في الوقت تزخر بالحسنات والأجر العظيم أوله رحمة ووسطه مغفرة، وآخره عتق من النيران. جعلنا الله ووالدينا وذرياتنا ومن نحب وجميع المسلمين منهم بمشيئة الله ورحمته كله دروس وعبر وفوائد جمة، كما أن به فرص عظيمة للإقلاع عن العادات السيئة وما نحن مقصرون فيه؛ فمن كان عاقا ومقصرا في حقوق والديه؛ فهي الفرصة للتوبة، والعودة لطريق الصواب. فمن كان واقعا في المحرمات كالزنا وما في حكمه والمخدرات والتدخين وتاركا للصلاة، فالشهر الكريم بروحانيته وأجوائه اﻹيمانية فرصة للتوبة واﻹقلاع؛ ليكسب رضا الله، ثم يحمي نفسه من عقاب الله، ويبتعد عن طريق الهلاك والضايع الذي قد يقوده لما هو أخطر وأبشع، كما أن الشهر فرصة للتزود يالطاعات، وفي مقدمتها الصلوات الفرائض والنوافل، وصلاة الليل وقراءة القرآن الكريم، وفهمه وتدبر معانيه، والعمل بما جاء فيه.
رمضان فرصة؛ لأن تعود أنسانا مختلفا ترمي كل فعل سييء وراء ظهرك. نرى في هذا الشهر المساجد لا مكان للمتأخر وخصوصا صلاة المغرب نرى وجوها نعرف أنها تسكن الحي، لكنها لا تعرف المسجد بأية وقت ولا حول ولا قوة إلا بالله نسعد بأن رمضان جعلهم يعودون لطريق الحق ويرتادون المساجد؛ لأننا نحبهم نسعد بذلك ونحمد الله على ذلك، لكن مع الأسف لا نراهم في صلاة العشاء، ولا التراويح ولا الظهر أو العصر نستميح لمن نعرفهم بأنهم من حمائم المساجد العذر في بعض الأوقات كونهم في أعمالهم، لكن من سيارته وسيارات أولاده تقف أمام المنزل ما عذرة؟ كما أننا نأسف لحال أولئك الذين لا يعرفون الصلاة إلا في رمضان (صلاة المغرب فقط)، والشيء الذي يدمي القلب أنه منذ أن يعلن دخول العيد يهجروا المسجد في نفس الليلة، وعادوا للضياع وهجران بيت الله! هل يضمن الواحد منهم عمرة والموت يفاجئ اﻹنسان، وهو في غفلة وضياع ولهو مع الأسف معظمه غير مباح والمباح لايحل وأنت تارك للصلاة.
أخواني أخواتي رمضان شهر الفرص والتوبة، والعودة واﻹقلاع عن كل خلق سييء؛ فلنغتنم تلك الفرص، ونعالج أخطاءنا، ونعود لصوبنا فلن يفيد الندم إذا فاتت كل الفرص وحل الأجل فالمسلم في فرصة مالم يغرغر أي يصل إليه الموت ساعتها لا ينفع الندم وكلمة ياريت رحمنا الله ووالدينا وذرياتنا وجميع المسلمين والمسلمات وغفر لوالدينا ولنا ولجميع الأموات والأحياء أمين يارب العالمين.
محمد عبدالعزيز اليحياء