أتحاشى كثيرًا الكتابة عن التعليم كوني أحد منسوبيه، فالمديح يُفسر غالبًا بالتزلف، والنقد قد يفهم منه الشخصنة أو جلد الذات، وبعيدًا عن هذا وذاك سأحاول أن أصف ما تناقلته وسائل الإعلام خلال هذا الشهر الكريم من نجاحات لتعليم مكة المكرمة في عقدها لشراكات مجتمعية متعددة بدأت بمجمع اللغة العربية على الشبكة العالمية وتبنى جائزة باسم الشيخ صالح بن حميد، ثم توقيع شراكة مع سيدة الأعمال القديرة مسفرة الغامدي لإنشاء مدرسة للموهوبات, وأخيرًا توقيع مذكرة الشراكة المجتمعية لإنشاء أول مركز للتوحد بتعليم مكة بالتعاون مع مؤسسة بامانع بتكلفة تصل إلى ٤٠مليون ريال.
هذه الشراكات المجتمعية مطلوبة وعلى أوسع نطاق، وهي تعزز دور القطاع الخاص في خدمة أبناء الوطن في قطاع التعليم الذي يعتبر أفضل الاستثمارات على المدى البعيد، لأنه يركز على بناء النشء الذين هم ركيزة نهضة الأمم ونماؤها وتطورها. ومكة المكرمة على وجه الخصوص تستحق من أثريائها ورجال الأعمال فيها كل دعم وبذل وعطاء.
ونجاح إدارة تعليم مكة المكرمة في عقد هذه الشراكات لهو نجاح مشكور، وينتظر منهم الكثير في جذب أصحاب المال والأعمال في عقد المزيد من الشراكات لخدمة طلاب وطالبات البلد الحرام.
وفي سياق النجاحات التي يقدمها تعليم مكة لا يمكن إغفال التواجد الكبير لطلاب المدارس في مكة المكرمة لخدمة قاصدي المسجد الحرام من مصلين ومعتمرين، فجهودهم ملموسة وأدوارهم المنظمة محل تقدير وشكر الجميع.
وفي جانب آخر نجد أندية مدارس الأحياء تستقطب الشباب، وتوفر لهم المحاضن الآمنة، وتستثمر أوقاتهم في أنشطة ثقافية ورياضية واجتماعية مفيدة تحت رعاية ومتابعة كفاءات تربوية مؤهلة وقديرة.
كان ولا يزال تعليم مكة المكرمة يعج بالنشاط طوال العام، ورمضان هذا العام يشهد لهم بالعديد من النجاحات المشهودة، فأبناء البلد الحرام اعتادوا على العطاء وتمرسوا عليه، فلهم جزيل الشكر ومزيدًا من الريادة والتميز.
همسة لشاعر مكة حسين عرب -رحمه الله-:
أم القرى يا جنة الـيوم والغـد
ويا زينة الماضي التليد المجدد
ترابك أندى من فتيت معطر
وصخرك أجدى من كريم الزمـرد
أعز بلاد الله في الأرض موطنا
ومولد خير الأنبيـاء محمــد
عشقناك أطفالًا صغارًا وفتية
وزدنــاك أشياخًا عظيم التوجـد
طارق عبد الله فقيه