شهر رمضان شهر التقوى والإيمان، فهو شهر القرآن والهدى كما علمنا ديننا الحنيف ذو الرحمة والمغفرة، والعفو والصفح، والحلم ومكارم الأخلاق. ولقد علمنا القرآن الكريم ودعانا إلى أن نصفح الصفح الجميل، فقال سبحانه وتعالى:﴿فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ﴾ وهو الصفح الذي لامن ولا عتاب ولا تأنيب معه أيضًا يقول عز وجل:﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾، وأيضا ﴿ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗوَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ ، أيضا فى الحديث النبوى الشريف:”ينزل ربنا عز وجل إلى السماء الدنيا ليلة النصف من شعبان، فينادى هل من مستغفر فأغفر له، هل من تائب فأتوب عليه فيغفر لأهل الأرض إلا مشركًا أو مشاحنا”. إن من عاداتنا وأعرافنا الجميلة أنه إذا جاء رمضان تصالح المتخاصمون وتزاور الناس، وتواصلوا وأدركوا بل أيقنوا أنه لامجال للخصام أو الشقاق فى هذا الشهر الكريم، وإذا كان نبينا الكريم (محمد صلى الله عليه وسلم). لايحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهم من يبدأ بالسلام؛ لذلك يدرك الناس أن صيامهم لايمكن أن يكون تامًا كاملًا مع وجود الشحناء أو البغضاء فيما بينهم ومن ثمه كانوا بفطرتهم يحرصون كل الحرص على إنهاء أية خصومات أو شحناء قبل رمضان وقبل السفر إلى الحج، ولم يكن الأمر يقف عند هذا الحد إنما كان يتجاوزه إلى التزاور المتبادل فى ساحات كرم ومآدب الإفطار، وسحور هذا الشهر الكريم فى أجواء عائلية وإنسانية لاتهدف إلا إلى تعميق أواصر الرحمة والمودة بين الأهل والجيران والأصدقاء، فرمضان شهر اتساع الأخلاق والنفوس لاضيقها، ونعلم أن للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقى ربه فرح بصومه فليتحصن بصيامه وليحافظ عليه، وألا ينساق إلى مايتعرض له من استفزاز فما أحوجنا فى هذا الشهر الكريم إلى مراجعة النفس، إلى التسامح والتصالح مع أنفسنا مع أهلينا، مع أبنائنا، مع أشقائنا، مع أصدقائنا، وسائر المتعاملين معنا لنفوز نسعد فى عاجلنا وآجلنا بإذن الله .
أميمة العشماوى
النية أياً كانت ..الله يعلم ما سرها وعلانيتها .. لكن لابد للنوايا الطيبة الصافية أن تنعكس على الجوارح ..فهي كالطباع مهما تجمل بها الإنسان ..لابد أن أن تنطبع وتُكشف .. فالله ولي المؤمنين ..