#هيّا_نتدبّر
كلما قرأت في كتاب الله أواخر الآيات التي تشير إلى حبّ الله أصنافاً من عباده المؤمنين ، تُلِحُّ عليَّ نفسي بسؤال:
أين أنت من هؤلاء الذين يحبّهم الله ؟ فأتوقّف عند هذا السؤال خَجلاً من تقصيري ، ثم أنصرف عن الإجابة عن السؤال بجملةٍ من الأدعية أتوجّه بها إلى الله أن يتجاوز عن تقصيري وأن يجعلني من أولئك الذين يفوزون بحبه سبحانه وتعالى.
أواخر الآيات هي ما يُسمّى في الدراسات القرآنية بالفواصل ، فالفاصلة القرآنية هي الكلمة أو الجملة التي تنتهي بها الآية القرآنية قبل بداية الآية التي تليها ، وقد ألّف فيها العلماء قديماً وحديثاً كتباً تشرح ما فيها من اليلاغة والتناسب والجمال.
إذا تدبّرنا فواصل الآيات التي تتضمن الإشارة إلى حب الله سبحانه أصنافاً من عباده وجب علينا أن نجتهد لنكون من تلك الأصناف مستعينين بالله ملحّين في دعائنا أن يوفقنا إلى ذلك.
هذه هي الأصناف التي يحبها الله من عباده :
إن الله يحبّ المتقين
إن الله يحب المحسنين
إن الله يحب المُقسطين ” العادلين”
إن الله يحبّ التوّابين
ويحبّ المتطهرين
إن الله يحب المتوكلين
والله يحب الصابرين
هذا مقام عظيم جداً أن يحبّ الله سبحانه عبده، ومعنى ذلك كما ورد في الأحاديث النبوية أن الله سينادي ملائكته أني أحببت عبدي فلاناً فأحبّوه فتحبّه الملائكة ثم يُنزل اللهُ محبته في قلوب الناس ومعنى ذلك أن الله سيكون معه بالهداية والتوفيق ، وسيكون كما ورد في صحيح البخاري ” وما يزال عبدي يتقرب إلىّ بالنوافل حتى أحبَّه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي عليها وإن سألني لأعطيَنّه وإن استعاذني لأُعيذَنّه “
أرأيتم أيها الأحبة كيف ترقى درجة العبد المسلم الذي يفوز بحبّ الله إيّاه؟
أسأل الله ألا يحرمنا جميعاً من هذا الحبّ العظيم -آمين-
محبكم عبدالرحمن العشماوي
٢٢-٩-١٤٣٧-الرياض