في كافة المجالات تبذل الدولة -أعزها الله- ونصرها، وسدد خطاها جهودًا جبارة مضنية من أجل عودة كافة المجالات التي يمكن سعودتها، واليوم مع التوجه الكريم نحو الرؤية الوطنية بدأت الدولة خطوة كبيرة من خطوات عديدة لسعودة سوق بيع وصيانة الجوالات من خلال منع الوافدين في القطاع الذي يُدر ذهبًّا ويغذي شهدًا، والذي يجعل ابن الوطن عضوًا فاعلًا في المجتمع، مع سعادتنا الكبيرة بهذا القرار الموفق الذي أثلج صدورنا كسعوديين، نحب أن نرى المواطن في كل موقع؛ وخصوصًا في مثل هذا القطاع الحساس من عدة نواحٍ مالية وأمنية قامت الجهات ذات العلاقة وزارة التجارة والعمل والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بمهامها، حيث تم بالتنسيق فيما بين المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني ووزارة العمل، البدء في تدريب السعوديين والسعوديات. وإن كان الاقبال ليس بالذي نأمله، لكننا نتمنى الثبات لأولئك الذين تم تدريبهم؛ لكي نراهم ونسعد بهم كلما اتجهنا لتلك الأماكن، لكن نشعر بالفخر والاعتزاز ونقول هؤلاء هم شبابنا وفتايتنا. البرنامج نتمنى ألا يكون كبرنامج سعودة الليموزين وسوق الخضار وغيرها من التي باءت بالفشل، والسبب هو السعودي والسعودية أنفسهم؛ لأنهم أعداء أنفسهم وسبب قولي ذلك الكلام هو إن العمالة الوافدة تستغل كسل وسذاجة السعودي، وتقوم بمنحه مرتبًا ويبقى في بيته ويكون ستاند باي متى ما رنّ عليه العامل الوافد؛ لكي يحضر إذا حضرت لجان التفتيش ليظهر في الصورة وكأنه صاحب المحل وهو المتواجد، وهذا الوافد عامل عنده كذلك يستغل الوافدون كذلك العديد من السعوديين في نقطة أخرى مماثلة تتمثّل في الاتفاق مع السعودي بالساعة إذا حضرت لجان التفتيش الخاصة بالسعودة، يقف بالمحل وبحسب عدد الساعات يعطى عن الساعة مائة ريال. إذًا نقول ياشباب الوطن دولتكم لم تقصر معكم تفتح لكم أبوابًا، وتغلقونها بجهلكم وسذاجتكم، وتجعلون خير بلدكم واقتصادها في يد الوافد.
يقول لي الزميل عبدالرحمن محمد معيض الشهري المواطن الغيور توجهت لمحلات الاتصالات بشارع سلمان الفارسي بحي النهضة بالرياض؛ حيث شاهدت عمالة وافدة وشباب سعوديين صغار أعمارهم ما بين 18 إلى 20 سنة موجودين مع الأسف كديكور، والعامل الأجنبي هو الذي يوجه يقول: وجد شاب صغير في إحدى المحلات بالموقع الذي ذكرته، لم أكن أتخيل أنه يعمل بالمحل قلت له: لو سمحت بعد شويا. قال: ماذا تريد؟ والعامل: يقول له بعه بكذا وكذا. تأسف لهذا الوضع، نعم أخي عبدالرحمن لهو وضع مزرٍ، ونحن في بداية المشروع فكيف مع مرور الوقت، كلما أخشاه هو أن يكون شبابنا السعودي هم سبب فشل برنامج سعودة قطاع بيع وصيانة الجوالات؛ لأنهم بتلك السلبية والكسل سوف يكونون سبب فشله وقتله، وهو في مهده قاتلين بذلك جهود الدولة التي تعمل باستمرار لتأمين الوظائف والمعيشة الشريفة، وجعلهم في الواجهة في كل مهنة. فهل يقول شبابنا كلمتهم؟ ويوقفون الوافد عند حده ويرفضون أسلوب استغلالهم وخداعهم، وإعطائهم القشور، ويكسبون الملايين. هي أمانة يا شباب وطننا إذا كنتم تريدون الرزق الحلال، وبقاء أموالنا في وطننا فأقبلوا على كل المهن، ومنها مهنة الاتصالات التي ستجعلكم بتوفيق الله في المستقبل رجال أعمال، ما تحتاجونه هو الصدق مع الله، ثم مع دولتكم والإخلاص والتفاني لإنجاح جهودها في السعودة.
محمد عبدالعزيز اليحياء