اعتقد أنه من الممتع دائما ان تنفرد بشخص ، ويكون ذهنك صافيا لتغيير بعض قناعاته ، وتتحدث معه بكل هدوء ، وفي النهاية تطرح عليه بعض الاسئلة المركزة حول قناعاته – ولو كانت منبثقة من اجاباته فإنها ستكون افضل – لأن هذا سيؤثر فيه ، وسيجعله يعود الى نفسه ، ويتغير تلقائيا بدون اجبار ، او صراخ . احيانا يغضب منك احدهم ، اذا قلت بانك تحترم رأي فلان ، لأن رأيه يخالف قناعاته .. ولكن الملفت ان الكثير ممن يتحاورون غالبا ما يغضبون اذا كنت تتحدث معهم بشكل هادئ ، حتى اصبح بعضهم يغضب اذا قلت ( أنا احترم رأيك !! ) . غالبا اشعر بانني اصبحت اميل الى السماع ، واتأمل وأنا أرى الناس يعيشون في شد ، وجذب حول قناعاتهم ، وكأنهم اذا فقدوا بعض قناعاتهم ، فقدوا الحياة !! بعضهم يشعرك بان الامر يتعلق بالفزعة ، والمساعدة ، وانك اذا لم تدخل معه في هذا النقاش – حتى لو كان سطحيا – فانت خائن للعشرة ! وأنت صديق يستحق التوبيخ والقطيعة ! وهنالك من يخشى على قناعاته كخشيته من الموت ، او اشد خشية ، فيحارب عنها ، ويناضل حتى لو وصل به الامر الى السب ، والشتم ، والتشكيك في النوايا ، واتهام الضمائر .. وكل هذه الخطايا ، والموبقات لأجل ان يُثبت ان قناعته هي الصحيحة ! ايضا .. بعضهم يأتيك وهو مُحمل بالقناعات الصحيحة ، والخاطئة ، ويريد ان يُكرمك بشيء منها ، واذا لم تعطيه من وقتك ، ربما اتهمك بالتكبر ، او وصفك بأوصاف يرى هو ان اصحابها هم قادة الضلال ، ورموز الخطيئة ! حكمة المقال : ساعة تأمل افضل من صراعات قناعات غير مفيد ( حمد )
حمد عبد العزيز الكنتي