من أسوأ ما أنتجته قنوات أو أدوات التواصل الإجتماعي هو كشف عورات الكتبة الذين لا يعرفون من الكلمات إلا حروفا صمّاء بكْماء ليس لها معنى ولا مضمون ..
هؤلاء الكتبة وجدوا فضاء مفتوحا فأبحروا فيه يتخبطون ويسبحون كما تسبح النملة على سطح الماء ، تسبح في كل اتجاه وحيثما وجدت قشة تعلقت بها حتى تزيحها موجة هواء أو حركة ماء ، وهكذا سباحة عشوائية وتجديف غير متزن بدون أي هدف أو معنى .. وعندما تجد نفسك مجبرا على قراءة ما يكتبون ، فكن مستعدا للشعور بالغثيان والإشمئزاز ، مما ستقرأ من طفح كلماتهم البلهاء التي تظهر نمط تفكيرهم وأسلوب حياتهم .. المصيبة الأولى إن أولئك السذج معجبون بأنفسهم ويعتقدون أن خربشاتهم القميئة ينتظرها الحالمون ويستمتع بها القارئون ، ولم يدركوا أنهم مملون وغثيثون ، ولكنه الفضاء الكوني الذي سمح لهم بهذا الركض الأعرج دون حسيب أو رقيب .. والمصيبة الثانية إن العقلاء يحاولون لفت أنظار هؤلاء البلهاء لتصحيح مسارهم ، ولكن لا حياة لمن تنادي .. اجتمعت فيهم السذاجة والبلاهة وعدم الإحساس بمشاعر الناس ، فكانت النتيجة نقاطا سوداء في صفحات بيضاء شوهت المكان ونجست الزمان .. هم بالمختصر مرض طفيلي ابتليت به مواقع التواصل الإجتماعي ، فلا حول ولا قوة إلا بالله ، وعلينا الصبر ثم الصبر فذلك جزء من ضريبة التقنية التي فرضت على الجميع المتردية والنطيحة .
د . جرمان أحمد الشهري