عبدالحق هقي

من الضيف؟!! –رمضان تقانة–

لُجة الأيقونات

منطق الطير: “أنا فخور بحقيقة أنني لم أخترع سلاحًا يقتل” – توماس إديسيون 

عجت الشاشة الرمضانية كالعادة ببرامج حوارية متنوعة، تفاوتت من حيث التقييم الإعلامي والفني بين القوة والضعف، وإن كان يُلاحظ على عمومها النمطية في الأداء والأسلوب، والسذاجة والسماجة في العرض والطرح، والتكرار في الأسماء والوجوه، على محاولات التغيير في الديكور -تقليدًا لبرامج أجنبية-؛ غير أن ما شدني ولا يزال يشدني ويثير علامات التعجب لديَّ!! نوعية الضيوف ومجالات حضورهم!!، إذْ لم يتجاوزوا في الغالب المطربين والممثلين والوعاظ والدعاة والإعلاميين وبعض رجال السياسة والمال والأعمال، ولاعبي كرة القدم!!!.

  لا أقلل من رسالة كل من سبق ذكرهم، ولا أهمية تلك المجالات والفنون في تشكيل الوعي الجمعي والذائقة الفردية، ولا دورهم في رواية وَصَفات المثابرة والنجاح، ولا يمكن إنكار رمزية أولائك في كونهم نجوم المرحلة، وقدوات كثير من الشباب والفتيات، أي كانت ملاحظاتنا أو وجهات نظرنا حول ما يقدمونه!، إلاَّ أن الغريب أن مؤسساتنا الإعلامية لا تزال تحصر النجومية في تلك الفئات المعدودة، وتسوقها على أنها النماذج والقدوات المثالية للعصاميين والمثابرين، متناسية بعمد شرائح هامة في نسيج البنيان المجتمعي.

 لعل الشريحة الأكثر غيابًا في إعلامنا اليوم موسميًا (رمضانيًا) أو حتى على مدار العام هي فئة العلماء المبتكرين والمخترعين، والأدباء والمفكرين، والذين ينيرون عتمة الجهل بالعلوم الإنسانية والتجريبية، ويؤسسون للمستقبل بكل فكر وجد وعزم، ويقدمون للبشرية عطاءات لا محدودة، وحلولاً لإشكالات ومشكلات مؤرقة، وتمثل مراحل حياتهم الشخصية والمعرفية أنموذجًا من العطاء والتفاني، وتحفل سيرهم بقصص الكفاح والمثابرة، وفي جعبتهم كثيرٌ من اللمسات الإنسانية والتفاصيل الطريفة.       

 إن حضور مثل تلك النماذج في إعلامنا بشكل دوري ومكثف، بالشكل اللافت والمبهر، ومع معدين ومحاورين كُفء -على الإقرار بما قد يلتمسه البعض من أنها نماذج شحيحة في مجتمعاتنا بسبب الركود الحضاري والمعرفي، ومجهولة في الغالب بسبب انكفائها على ذاتها نتيجة التهميش وعدم التقدير، وانشغالنا عنها لأسباب عدة لا مجال لذكرها-، من شأنه أن يُعيد تشكيل مفهوم القدوة لدى الجيل الصاعد، ويُسهم في بعث الحراك المعرفي والعلمي من جديد.                            

خبر الهدهد: ما وراء رمضان..

عبد الحق هقي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى