تُطالعنا الصحف والأخبار المنتشرة في وسائل التواصل الاجتماعي بمشروع تنفيذ الأسورة الإليكترونية للحجاج، ولم تشر هذه الأخبار بمن فكر وكتب عن هذه الأسورة، بل تلصقها بوزارة الحج !!! وفي الحقيقة إنني أول من اقترح الأسورة الإليكترونية للحجاج قبل أكثر من ثماني سنوات وكتبت عنها مقالًا قي صحيفة الندوة آنذاك، كما اقترحت الخارطة الإليكترونية في ساحات الحرم، و وصلني خطاب شكر من وزارة الحج موقعًا من وكيل الوزارة الدكتور سهل الصبان. وتوقعت أن يصلني طلبًا من مقام إمارة منطقة مكة المكرمة أو حتى وزارة الحج لمناقشة الفكرة ، لكن ذلك لم يحدث !!! . علمًا أنني ضمنت الإسورة جميع المعلومات الخاصة بالحاج، وطلبت أن تكون سوارًا لا يمكن خلعه إلا عند مغادرة الحاج المملكة.
والموقف الذي دفعني لإيجاد هذه الأسورة هو حادث دهس وقع لأحد حجاجنا التونسيين، ولم تعرف ملامح وجهه من جراء الحادث .. (وكنت يومها رئيسًا لمجموعة خدمة ميدانية لحجاج تونس)؛ حيث توفي الحاج وفقدت في الحادث البطاقة التعريفية التي يحملها، وطلبتني الوزارة لتحقق معي واتهمتنا بأننا لم نزود الحاج ببطاقة التعريف (المهم استلباش واتهامات) كيفما اتفق من محقق مصري في وزارة حج سعودية ؟؟!!!! .
بعدها فكرت في الإسورة الإليكترونية .. وكتبت عنها في صحيفة الندوة ورفعت بها خطابًا للوزارة، حيث وصلني خطاب شكر بهذا الخصوص… وفي الحقيقة أنا لم أكن أريد خطاب شكر، لأنني كنت تواقًا لتفعيل الفكرة وتنفيذها على أرض الواقع … لكن ذلك لم يحدث … علمًا أنني ضمنت الأسورة جميع المعلومات التي تخص الحاج بما فيها فصيلة دمه وعناوينه في مكة والمشاعر والمدينة وفي بلده والأمراض التي يُعاني منها … وضمنتها إمكانية أن تحمل ذبذبات تدل على موقع الحاج في حالة ضياعه … ، وووإلخ . وكل هذه المعلومات يمكن قراءتها بواسطة قارئ إليكتروني .. واليوم نشاهد كيف تطلق التحايا والتبريكات وتلتهب الأيدي بالتصفيق للغير، وهذا يعتبر حجود ونكران للحق … ولا يُمثل عدالة اجتماعية، ولو أردت من فكرتي الكسب المادي كان أولى بي أن أسجلها وأحصل على براءة اختراع وأكسب من ورائه، لكنني أردت أن أقدم خدمة لضيوف الرحمن، أبتغي بها وجه الله؛ فهل من إنصاف للناس ممن تقدموا بهذه الأفكار !!! إنني أطالب وزارة الحج أن تُعطي كل ذي حق حقه … من مبدأ( ولا تبخسوا الناس أشياءهم)والله الهادي إلى سواء السبيل …
د. عبد العزيز أحمد سرحان